|


أحمد الحامد⁩
أحمد زكي
2018-09-22
هكذا تأتي إليك، حالة من الإخلاص تستنزع لك النجاح غير آبهة بكل الظروف، تعطيك الطاقة للاستمرار، وتصنع لك طقوسك وطريقة حياتك، حتى يراك المحيطون بعدة أشكال مختلفة، مبدع، غير طبيعي، مهووس، مجنون كلها مسميات عادة لا تهتم بها وأنت تمضي نحو ما تريد تحقيقه وتفجيره من مواهب وإنجازات في المجال الذي وجدت نفسك به فأخلصت له.

تبدو لك الحياة كلها هي ما تفعله أنت، وإن ما تفعله هو أهم شيء يستحق أن تعيش من أجله، عندما أراد المبدع أحمد زكي تمثيل شخصية الرئيس الراحل أنور السادات عاش الدور والشخصية لفترة طويلة قبل وأثناء التصوير، للدرجة التي اضطر بها زملاؤه والعاملون معه بمناداته بسيادة الرئيس، وكان يتحدث معهم على أنه أنور السادات صورةً وصوتًا، متعايشًا مع الشخصية لدرجة الذوبان والنسيان لما كان قبل تقمص الشخصية، يحكى أن أحد الصحفيين من أصدقائه جاء إليه أثناء تصويره لفيلم السادات؛ فقال له: إزيك يا أحمد! فقال أحد الحاضرين من فريق العمل كلّم سيادة الرئيس بصورة محترمة، فقال أحمد زكي وبطريقة أنور السادات: معلش ده زين ابني! كان أحمد زكي يعيش التمثيل بأسلوب حياة إذا ما أراد أن يؤدي فيلمًا، كان دائمًا كذلك، حتى إنه هدد المخرج ذات يوم بمسدسه الذي يحمله عندما كان يؤدي دوره كضابط مخابرات في فيلم زوجة رجل مهم، كان أحمد يستكتب عدة كتاب إذا ما أراد أن يقدم فيلمًا عن شخصية ما، في فيلم السادات استكتب ثلاثة كتاب واختار أجمل ما كتبوا ودمج كتابتهم في نص واحد ودفع ما كلفه كثيرًا.

هكذا كان يصل أحمد زكي للمرحلة التي نشاهده بها في أفلامه، كل فيلم مشروع حياة جديدة لشخص جديد وقصة مختلفة، وهكذا قرر أن يعرفنا بنفسه في كل فيلم جديد، متعايشين مع شخصيته في الفيلم ومتناسين أنه ممثل واسمه الحقيقي أحمد زكي، كان يعتبر أن إرثه الفني هو ما سيتركه كميراث لابنه وأسرته، ولم يكن يمتلك رغم شهرته الواسعة سوى شقة واحدة، كان قد رهنها لتمويل أحد أفلامه الأخيرة، أسلوب حياته يشير تمامًا إلى أن الموهبة التي تحيط نفسها بإخلاص صاحبها ستصنع ما هو أكثر من نجاح، ستصنع حالة مختلفة وجديدة من طرق النجاح.