|


عوض الرقعان
المسعد ورفاقه
2018-09-29
ظل كثير ممن تربوا على تشويه التاريخ الكروي والعمل بمنهج البكاء على اللبن المسكوب وتناول المعصوب، أن يبثوا في أذهان الجماهير ممن لم يشهدوا حقبة الستينيات الميلادية بمدينة جدة.
أن النادي الأهلي في زمن من الأزمنة، كان يستقطب لاعبي الاتحاد والوحدة عنية بإرادة أو بدون إرادة إلخ... قصص الدراما التي تفننوا في إصدارها، والتي تشبه إلى حد كبير مسلسلات أسامة أنور عكاشة ومصطفى محرم.
وبالرغم من ذلك التقيت في إحدى المرات نجم نادي الوحدة السابق والمربي الفاضل ـ رحمة الله عليه ـ كريم المسفر، من خلال حوار لمجلة عالم الرياضة؛ فقال عن هذا الانتقال القسري للأهلي وبالحرف الواحد:
"لقد طلب مني الأمير عبدالله الفيصل الانتقال واللعب للنادي الأهلي في الستينيات الميلادية بمبلغ كبير، ورفضت هذا العرض وقلت له لن أترك نادي الوحدة مهما قدمت لي، وبالتالي لم يرغمني بهذا الانتقال واحترم رغبتي"، وحينها سألته: ولماذا يردد بعض زملائك اللاعبين مثل هذه الأقاويل؟
فقال أبو صالح:
لاعبو ذلك الزمن كانوا يجمعون بين الفقر والشهامة ولا يرغبون في فقدان هاتين الخصلتين؛ فهم ينتقلون للأهلي برغبتهم مقابل المال، ولكن إذا خرجوا للمجتمع يتغير كلامهم من أجل كسب حب الجماهير ويزعمون أنهم انتقلوا رغم عنهم، وهذا أمر طبيعي؛ فلن يتابع مسؤولو الأهلي أقوالهم في كل شاردة وواردة.
لقد تذكرت هذه الأحاديث وأنا أشاهد حديث النجم خالد مسعد من خلال قناة العربية وكيفية انتقاله إلى الشقيق نادي الاتحاد، في المقابل إصراره على أن يكون حفل اعتزاله اللعب مع النادي الأهلي، بالرغم من ابتعاد المؤثرين في هذا النادي.
وتذكرت كيف عمل بعضهم على الركض خلف خالد قهوجي وطلال المشعل، وإقناعهما بأن ثمة مستقبلاً آخر بنادي آخر، وأن الأهلي نادي الرأي الواحد إلخ... القصص التي جعلت مثل هؤلاء اللاعبين بالأرقام لم يلعبوا أكثر من مباراتين أو ثلاثة مع نادي الاتحاد حينما ذهبوا إليه.
وينتهي بهم الأمر مع كرة القدم.. ولم يستطعموا بلح الشام أو عنب اليمن، وبالرغم من ذلك يرحب بهم محبو الأهلي من جديد، لعل السبب الذي ينساه الجميع أن جمهور الأهلي ذواق للفن، لا يعرف قيمة هذا الذوق إلا من يغادره من هؤلاء اللاعبين؛ فأهلا بالمسعد وأهلاً بغيره.