|


أحمد الحامد⁩
ناصر الصالح
2018-09-29
ناصر الصالح من أشهر الملحنين الذين حملوا اسم ملحن في منطقة الخليج العربي، ويبدو أنه استطاع أن يضيف من حلاوة تمور الأحساء لموسيقاه، حتى استطاع أن يقدم كل هذه الأعمال التي ارتبطت في الأرض؛ فأثمرت كل هذا الشجن والتفرد.
هذا الملحن الشهير الذي سلك طريق الغناء في البداية، اكتشف أن ما بداخله أكبر من أن يؤديه صوت واحد؛ فأوجد "تفريعة" لتصبح هذه التفريعة طريقاً واسعاً، وسرعان ما بنت الأصوات مساكن حول هذا الطريق لتحيا على جوانبه، ألحان ناصر ليست حالات يمر بها المبدع، فالحالات قد لا تأتي أحياناً، قد تغيب مدة طويلة وقد تحضر بكثافة لكنها غير مستقره، أما موهبة ناصر فهي ممزوجة بمخزون سمعي من البيئة والمحيط، والموهبة والمخزون يحتاجان دائماً إلى ذوق رفيع، وهذا ما ميز ناصر وأبقاه كالنهر الذي لا ينضب.
بروز ناصر الصالح كملحن في أواخر التسعينيات الميلادية كان منطقياً جداً، لمفهوم أن الموسيقى لا تتدخل بها الواسطة، وأن الموسيقي المبدع يستطيع أن يعزف ألحانه للجميع دون أن يزاحمه أو يوقفه أحد، ناصر ظهر في وجود عمالقة من الملحنين، ولم يكن يحتاج إلاّ لبعض الوقت ليصبح أحد العمالقة وقد كان، الكتابة عنه ممتعة وسهلة جداً، هو من فرض ذلك وأتاح الخيارات الكثيرة لمن أراد أن يكتب عنه، ألحانه تشبه كرم أرضه، ويقف خلف هذا الكرم الكثير من الجهد الذي قد لا يشعر به المتذوق، لكن التعب يكمن في داخل الذي أعطى بكل هذا الكرم، لا يمكن لأي عابر على طريق ألحان الخليج إلا ويجد ناصر وقد أظهر أصوات الخليج بكل أناقة وطرب وشجن، قد يكون لحن الأماكن علامة كبيرة في مشوار ناصر، لكنه أيضاً علامة فارقة في تاريخ الأغنية الخليجية خلال العشرين عامًا الماضية، الأماكن في مشوار ناصر محطة واحدة فقط ضمن محطاته الناجحة، والمتابع يستطيع أن يجده دائماً شريكاً في نجاح نجوم الأغنية، لا أستطيع أن أتخيل أغنيتنا في الفترة الماضية إلى غاية يومنا هذا من دون ناصر الصالح، واليوم نستطيع أن نفخر بهذا المَعلم الفني السعودي الذي يعكس عمق الإنسان وتاريخه على هذه الأرض.
لناصر الصالح حق علينا بأن نقول له شكرًا على ذائقتك العالية.. لذلك شكراً.