|


أحمد الحامد⁩
أنت رائع
2018-10-01
أنت رائع إن كنت على قدر المسؤولية، تدخل إلى بيتك مبتسمًا، تحتضن أطفالك وتُسمع زوجتك كلمات ود وشكر وعرفان، أنت رائع وأنت تعطي وقتك لأبنائك، تقترب دائمًا منهم وتصبح أهم يومياتهم، وأنت رائع وأنت تعتبر أن بيتك هو أولوية تعيشها بسلام واستقرار ومتعة، وأنت رائع عندما تصنع اللحظات الجميلة مع أسرتك.
تلك اللحظات التي لا تكلفك مالًا، بل تكلفك سماحة وطيبة ومحبة وصبرًا، وأنت رائع عندما تصبح صديق أم أولادك، تلك التي راهنت عليك، وآمنت بأخلاقك كثيرًا، وتحملت أيضًا ما لا يشبهها حتى تعايشت معه من أجلك، تلك التي غيرت السنين التي قضتها معك ملامح وجهها، ولم تعد شابة صغيرة إلا في الصور القديمة، تلك التي اشتاقت إليك كثيرًا حتى وهي تعلم بأنك عائد بعد ساعات، أنت رائع عندما تلجأ إليك كلما احتاجت لذلك لأنك محور حياتها، كل هذه الروعة هي النجاح الحقيقي، وتأكد أن نجاحك هذا عجز عنه الكثير ممن تعتقد أنهم متميزون في هذه الحياة، وتأكد أن نجاحك هذا يتمناه الكثير من مؤلفي الكتب التي تتحدث عن أسرار النجاح، وتأكد أن نجاحك هذا هو منتهى ما يتمناه الإنسان عندما يختبر الحياة ويعرف أن بيته وأبناءه كانا مصدر السعادة الحقيقي، أنت رائع لأنك اكتشفت ذلك مبكرًا، تشبّع أبناءك بك ونسجت لهم حبالًا من فرح وذكريات، وكنت بقربهم في كل شيء، أنت رائع لأنك قلصت كثيرًا من أنانية الإنسان التي تعيش بداخله، فإما تهزمه أو يهزمك أيها المنتصر، ذات يوم شاهدت على الشاشة رجلًا ثريًا، كان محترمًا جدًا وبدت آثار الطيبة على وجهه، كما بدت دموعه على عينيه، ثم انهار صموده ونزلت دموع ندم على ضياع وقته بعيدًا عن أبنائه، ثريًا بلا ذكريات مع صغاره الذين كبروا دون أن يشعر، والبعيد عن العين بعيد عن القلب كما قيل، أنت رائع أيها الوسطي، هكذا عاقل منصف بين أسرتك وعملك، تعرف كيف تدير الوقت من أجل سعادتك وسعادتهم، نسيت أن أقول لك شيئًا، لا تنسى أن تحمل كاميرتك دائمًا معك، سجل ملامحك في كل عام معهم، أشبعهم حضورًا حتى في ألبومات الصور، تلك الألبومات التي ستتوزع صورها على الأبناء عندما يكبرون ويمضون في رحلة الحياة، ستكون أنت معهم حاضرًا في قلوبهم، ولا تنسَ أن تبتسم وأنت تلتقط الصور معهم، حتى يشاهدوك دائمًا مبتسمًا حتى بعد رحيلك.