|


أحمد الحامد⁩
اقرؤوا المعوذات
2018-10-25
ما تعرضت له المملكة من حملة إعلامية أمر أحزنني، ليس لأنها مؤثرة، أستطيع أن أقول لكم بأن المملكة بقيادتها وشعبها قد تجاوزتها كما تجاوزت ما هو أكبر منها، ما أحزنني وما بحثت له عن تفسير هو موقف بعض الأفراد من العرب ضد المملكة، لماذا؟ وما الداعي؟
قد يبدو سؤالي هو سؤال غير العارف بالأمور، قد يكون كذلك لكنه مشروع، لماذا تفرغ بعض الأفراد العرب للوقوف ضد المملكة في كل شيء؟ قد أتفهم موقف دول غير عربية، تلك التي لها أجندتها، لكنني لا أتفهم موقف العربي الذي إذا ما حاول أن يطعن أخاه فإنما هو يطعن نفسه، وكل من يتآمر على أخيه إنما يتآمر على نفسه إذا كان مدركاً لما يفعله، لن أتحدث في الأمور السياسية لأنني لست مختصاً، لكنني سأحكي لكم هذه القصة القصيرة.. ذات يوم جاء إعرابي إلى المدينة؛ فوجد مجموعة من الناس يجتمعون حول عالم يعلمهم وخلفه كتب كثيرة، سأل الإعرابي أحد المارة قائلاً له لماذا يجتمع هؤلاء حول هذا الرجل؟ فأجابه بأنه رجل علم يعلم الناس أمور دينهم ويشرح لهم ما في الكتب التي كتبها العلماء والعارفون، فقال الإعرابي أنا أعرف ما في الكتب، فقيل للإعرابي وما بها؟ فقال الإعرابي كل ما في الكتب يقول: يا بني آدم كن خيِّراً.
الحقيقة بأنني أعرف ما في قلوب بعض الأفراد من العرب الذين يقفون دائماً ضد المملكة، وينكرون فضلها ونجاحاتها، ولكن معرفتي تشبه معرفة الإعرابي، إنه الحسد ولا غير الحسد، صدقوني هذا ما في قلوبهم، حاولت أن أفسر الأسباب فلم أجد، ولو ذكرت الأرقام المالية التي قدمتها المملكة لأشقائها العرب لظهر رقم لا أعرف كيف أكتبه، المملكة لا تحتاج إلى توضيح في هذا الشأن، حتى على المحيطين الإسلامي والعالمي، المملكة قدمت أكثر من المال من أجل أشقائها، قدمت الدم والأرواح، ثم يقابلها بعضهم بهذا الجحود والنكران، دعوا عنكم كل العلوم السياسية وعلوم الاجتماع، صدقوني لا تتعبوا أنفسكم بأي تبرير كاذب يقوله أحدهم، حسم أمر حقدهم وحسمت أسبابه، هي كلمة واحدة، بل جمرة واحدة وضعها هؤلاء في قلوبهم فأعمت بصيرتهم، جمرة الحسد، أنا يا أعزائي كالإعرابي الذي اختصر كل ما في الكتب، أقول لكم ببساطة اقرؤوا المعوذات من شر الحاسدين، وادعوا الله أن يديم نعمة وأمنه وأن يحفظ قادة المملكة وشعبها، وأن يوسع في رزقها ويكفيها شر الماكرين الحاسدين.