|


عوض الرقعان
غرفة الـ«فار»
2018-10-26
عمل الاتحاد الدولي لكرة القدم على رفع مستوى العدالة في لعبة كرة القدم، فيما يخص الأهداف غير الصحيحة أو العكس، التي تسجل أثناء المباريات، ولعل الظلم الذي عاشته بعض المنتخبات في نهائيات كأس العالم على امتداد التاريخ القريب، كان هو السبب الرئيس لصناعة تكنولوجيا حديثة، تساعد حكام لعبة كرة القدم في بلوغ النجاح ومنح الفوز للمنتخب الذي يستحق.
وعلى رأس هؤلاء المفكرين كان النجم السابق للكرة الفرنسية ميشيل بلاتيني الذي ترأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي استعان بعدد اثنين من الحكام يقفان خلف المرمى؛ لأن بلاتيني كانت لديه قناعة كمهاحم وهداف سابق بأن منطقة الجزاء هي منطقة تحديد النتائج، وتشهد الكثير من الأحداث التي يصعب على عدد ثلاثة حكام الوصول إليها، وأهم تلك الأحداث الشد والمسك باليد من قبل المدافعين للمهاجمين واحتساب ضربات الجزاء.
ناهيك بالطبع عن صحة الأهداف التي تحتاج إلى حكم صحيح وسريع ليصدر قراره في جزء من الثانية؛ ليخرج لنا الـ"فيفا" في المونديال الأخير بجهاز إعادة بالفيديو في الملعب يساعد الحكام في تحديد الأخطاء، بعد المشاهدة على أرض الواقع وأمام أعين المشاهدين تحت مسمى مختصر اسمه الـ"فار".
وقبل ختم المقال ثمة سؤال: هل نجحت تقنية الـ"فار" في الدوري السعودي أم لا...؟
وفق أول مباراة أشاهدها بتقنية الفار.. وكذلك آخر مباراة لم ينجح الحكام المتواجدون في غرفة الـ"فار" ألبتة! وساعدهم حكم الساحة في تلك الأخطاء، وبالتالي لم يوفق في قراراته، وكان ذلك في مباراة الفيصلي والأهلي في كأس الملك نهاية الموسم الماضي، إذ اعتمد حكم المباراة على المتواجدين في الغرفة، ولم يكلف نفسه بالذهاب إلى الشاشة للتأكد من صحة القرار. وهذا ما حصل أمس الأول في لقاء الهلال والاتحاد، الذي أحتسب خلالها حكم المباراة ضربتي جزاء على نادي الاتحاد، ولم تكن صحيحة بشهادة مقيمي الحكام، والسبب في هذا الخطأ يعود إلى اعتماده على القابعين في غرفة الـ"فار" اعتمادًا مطلقًا، ولم يكلف نفسه للذهاب إلى الشاشة الموجودة بجوار الحكم الرابع ومطالعة احتكاك اللاعبين في ضربة الجزاء الأولى، التي تعتبر إهمالاً من قبل المدافع أحمد عسيري، حينما تزحلق لا إراديًّا أثناء ركضه، وهذا الحال ينطبق على ضربة الجزاء الأخرى؛ لهذا أتمنى أن يكون استخدام التقنية مفعلاً بشكل مماثل لحكام نهائيات كأس العالم، اذ شاهدنا كل الحكام يذهبون إلى الشاشات ومشاهدة الخطأ مرة واثنتين وثلاثة، ثم يطلقون صافرتهم بصحة القرار، وليس اعتمادًا فقط على غرفة الـ"فار".