|


أحمد الحامد⁩
إسماعيل وياسر
2018-10-28
قبل سنوات شاهدت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يقفز فرحاً وهو في منصة الملعب بعد أن سجّل إسماعيل مطر هدف الفوز لمنتخب الإمارات لتحصل على بطولة الخليج، أثناء ما قفز الشيخ محمد قفزت معه مئات الآلاف من قلوب الإماراتيين وكل من كان يشجع منتخب الإمارات في تلك البطولة، في تلك اللحظات تحديداً قفز أيضاً بعض الأطفال فرحاً، شخص واحد تسبب في إتمام كل هذا الفرح المستحق، مضت الأعوام وكبر الأطفال وحضر أحدهم قبل أيام شاباً إلى ملعب مباراة، كان إسماعيل في الملعب، لا بل كان التاريخ في الملعب، قفز الشاب من على كرسيه لا ليقبل بالكلمات جبين التاريخ.. بل ليشتمه! تساقطت أهداف إسماعيل دموعاً، ثم عاد ليكتب صفحاته من جديد.
ـ قبل سنوات كان ياسر القحطاني يرسم لوحته الفريدة على ملاعب الكويت.. طائراً مرةً، مراوغاً مرةً أخرى.. مسجلاً أجمل الأهداف، كانت الجماهير تهتف باسمه.. ياسر... ياسر... ياسر، إلى أن رفع لهم كأس الخليج لهم، أخرج الناس من بيوتها إلى الشوارع.. وأفرح كل من كان يبحث عن فرحه، نفسها.. هي نفسها تلك الجماهير التي خرجت لتحتفل بفوز المنتخب وهتفت باسم ياسر.. خرجت ذات يوم إلى ملعب مباراة، كان ياسر في الملعب.. لا بل كان التاريخ في الملعب، كانت الجماهير تهتف باسمه ولكن بكلمات ولحن آخر.. ياسر وينه.. في الاستراحة...، وارى ياسر ألمه بابتسامة.. ثم عاد ليكتب صفحاته من جديد.
ـ عزيزي مشجع النادي، كيف تقبل أن تهتف تشجيعاً باسم لاعب منتخبك.. ثم تنقلب عليه بعد مدة إذا ما لعب ضد ناديك... ماذا ستقول للسانك إذا ما سألك ما الذي تفعله بي... أي رجل أنت؟
ـ بعض الرموز ملك للبلد، من معالمها وتاريخها ومسببات سعادتها، من عطاء الأرض وما تفخر به، مما يمثلك، بعض الرموز هم أنت.. فلا تخطئ بحق نفسك.
ـ حقيقة لم أعد أثق بهتافات الجماهير في الملاعب، لا أصدقها، المحب الحقيقي لا يجتزأ حبيبه، بل يحبه كله، والمحب الصادق وإن فارق حبيبه فإنه يحفظ أيامه ولا يرضى أن يطاله سوء.
ـ من ميزة الناس “السنعه” أن كلمتها ذات قيمة، لأنها تحسب حسابها فتزنها، ومن لا يعتني بكلمته... لا كلمة له.