|


أحمد الحامد⁩
تأبط حبّا
2018-10-29
لن يخذلك حبك الذي تحمله للعالم بكل ما فيه، الحب الذي وقودة صفاء النية والتوكل على الله، لو مهما دخلت في تجارب حاولت أن تجردك منه، فلا تتنازل عنه، عدم تنازلك يعني انتصارك الحتمي ولو طالت وصول نتائج النصر.
ـ في الحياة أنت معرض لمعارك كثيرة، تلك التي تأتيك على أشكال ضغوطات، مصحوبة بعدة أسماء، ظروف، مشاكل، كل هذه المعارك هي عبارة عن نزال بينك وبين الزمن، يحاول أن يسقط الحب منك، وتحاول أن تتشبث به، ستهزمه طالما أنك اقتنعت بأن لا جدوى من الحياة من دون الحب.
ـ الحب هو المصالحة الأولى التي تعقدها حتى مع من لا تعرفهم، ولن تعرفهم، الحب يعقد لك صداقة مع الجميع دون أن يعرفوك يوماً، لكنك تحبهم، ولماذا لا تحبهم؟
ـ الحب يغنيك عن أضرار الحقد ويوفر لك الوقت الكافي الذي تقضيه مع نفسك بسلام، ويقوي نظرك نحو كل جميل، وتشاهد خلاله الحياة بكل ألوانها المبهجة.
ـ الحب هو من يبعدك عن آثار الحروب ونتائجها، تلك التي تخوضها دون فائدة ودون معنى ومسببات، الحب لا يضيع وقتك ولا يضر بصحتك.
ـ الحب لا يجعلك تحمل أثقالاً، طائر أنت في صفاء نفسك، سامياً على ما يتقاتلون من أجله على الأرض، الحب يحلق بك نحو ما لا يراه إلا المحبون.
ـ الحب نتاج رحيق الأخلاق التي لا تخسر أبداً، صك أبدي، يعصم حامله من الهزيمة، حتى وإن بدا أنه يترنح من قوة اللكمات، لن يسقط.. وستعلن الحياة انتصاره.
ـ ذات يوم حكى لي أحد الأصحاب حكاية شاهدها بجانب سرير أبيض، رجل بجانب صديقه المريض منذ سنوات، ترك عمله وسافر معه يبحث عن علاجه في مدن العالم، يمسح وجه صديقه ويمشط شعره ويلبسه ملابسه، ويطبخ له ويناوله الطعام بيديه، ينام بجانبه ويقرأ له ويسمعه الحكايات والقصص والنكات، يقول صاحبي: “بعد أن تعرفت عليه وعلمت بقصته مع صديقه المريض، سألته لماذا تفعل كل هذا وكيف تحملت كل هذا العناء؟ فأجابه بكل يسر وسهولة: لأنني أحبه.
ـ في الحب فقط ترى الأشياء على حقيقتها التي خلقت من أجلها، الحب هو الذي يفيض لك القليل، ويفسر لك الصبر، ويختصر لك كل كتب الحكمة.