|


د.تركي العواد
الله معك يا بلادي
2018-10-31
أبدع منتخبنا تحت 19 عاماً وتأهل إلى كأس العالم. مثلوا المملكة بشكل مشرف مما يجعلنا نطمع في المزيد. ما أفرحني أكثر من التأهل إلى كأس العالم هو نوعية المواهب التي حققت الإنجاز، فالمنتخب يملك مجموعة من النجوم الواعدة إذا ما تم الاعتناء بها ودعمها فستقود المنتخب الأول لنتائج مبهرة في نهائيات كأس العالم 2026 وربما قبل ذلك.
إذا ما أردنا مساعدة هذا الجيل على التطور السريع من أجل الوصول إلى قمة مستواهم خلال الأعوام المقبلة فنحن مطالبون بالعمل على ثلاثة محاور رئيسة:
الأول: العمل على تهيئة اللاعبين ذهنياً لمرحلة النجومية. فاللاعب في المراحل السنية لا يعرف ما الذي ينتظره عندما يتحول من لاعب مغمور إلى نجم. فالأضواء والفلاشات وحب الناس والعقود المليونية تجعل اللاعب يعيش صدمة حقيقية يصعب عليه استيعابها. لذلك يحترق عدد كبير من اللاعبين الشباب في هذه المرحلة وتنتهي مسيرتهم الكروية حتى قبل أن يصلوا إلى الثالثة والعشرين من العمر. مهم جداً أن يكون هناك عمل كبير على الجانب الذهني للاعب السعودي لكيلا ينشغل بأمور ليست لها علاقة بكرة القدم وينسى أنه يحتاج إلى التركيز والغذاء والنوم والتمرين بجدية حتى لا ينتهي مبكراً كما حصل مع مئات النجوم الواعدة التي احترقت سريعاً وأصبحت نسياً منسياً.
الثاني: العمل على رفع طموح اللاعب. فاللاعب السعودي بشكل عام لا يملك الطموح الذي يجعله حريصاً على تطوير نفسه وإمكاناته بشكل مستمر فبمجرد أن يوقع عقده الأول ويستلم الكاش ويشتري عمارة يفقد الحافز ويحس أنه حقق كل طموحاته الكروية. لذلك يجب أن نعمل مع هذا المنتخب عن قرب من أجل رفع سقف طموحات اللاعبين بالاحتراف الخارجي وتحقيق الأرقام غير المسبوقة مع النادي والمنتخب. ولا أفضل من أن يلتقي لاعبو المنتخب بنجوم عالميين استمروا في الملاعب لأعوام طويلة وحققوا الإنجازات ليصبحوا نموذجاً وحافزاً للاعبينا.
الثالث: مساعدتهم على المشاركة مع أنديتهم على مستوى الفريق الأول، من خلال رصد مكافأة مالية للأندية التي تمنح الفرصة للاعبين الصاعدين بشكل عام. فكل نادٍ يشرك لاعباً تحت 20 عاماً يُعطى مبلغاً مالياً يتكفل به أحد الرعاة أو اتحاد القدم أو الهيئة. وتزاد فئة جديدة لجوائز كل جولة لأفضل لاعب صاعد تحت 20 عاماً.