|


أحمد الحامد⁩
لاري كينج
2018-11-08
كيف تتحدث إلى أي شخص في أي وقت وأي مكان، هذا هو عنوان ما نشره مقدم البرامج الشهير لاري كينج في كتابه الذي أصدره قبل سنوات.
في بداية الكتاب تجد ما يختصر لك كل محتواه، لكنه لا يغنيك عن حديثه الممتع وقصصه التي رواها، يقول لاري عن أسرار المحادثة الناجحة، ليس في اللقاءات الإعلامية، بل في الحياة بصورة عامة، بأنها تعتمد على أربعة عناصر، أولها "الصدق"، والصدق كما في الحياة هو أول أسرار نجاح الإنسان، الصدق يعطيك القبول والاحترام، ثانياً يقول لاري: "اتخاذ الموقف الصائب"؛ لأنه يضعك في الطريق السليم، ثالثاً "إبداء الاهتمام بالشخص الآخر"، ورابعاً "التفتح"، وهنا يشير إلى عدة نقاط منها الاستماع إلى الرأي الآخر بمختلف التوجهات بفكر متفتح، أي لن أنتظرك تنتهي من قول كلامك حتى أجيبك بما هو جاهز ومعد في ذهني سابقاً، لاري يرى "أن السبيل إلى الطريق سواء في الحياة العلمية أو الاجتماعية معبد في الحديث، فإذا لم تكن تتحلى بالثقة بالنفس كمتحدث فربما وجدت الطريق الوعر".
نشر لاري كتابه بعد 37 عاماً كمقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون في عدة إذاعات وقنوات تلفزيونية، وأجرى لقاءات مع مختلف العقول والتوجهات والأفكار، لخص تجربته وأعطاها للقارئ فيما يفيده في حياته، لاري كينج كان يتحدث عن حسن سلوك الإنسان، فحسن السلوك هو الذي أوصل الكثيرين إلى أهدافهم، وسوء السلوك هو من حرم الكثيرين أيضاً من الوصول إلى أهدافهم رغم مواهبهم وقدراتهم العالية، الأخلاق الرفيعة هي الخطوة الأولى والثانية والثالثة، بل هي كل الطريق، ذات يوم استضفت مقدمة البرامج الإعلامية الكبيرة مريم الغامدي، سألتها عن صفات مقدم البرامج الجيد، قالت بلهجة عامية أن يكون "سنع"، وسنع تفسيرها الحقيقي هو أن يكون خلوقاً، من الأسرار التي يحملها الخلوق أنها تعطي الحماس للآخرين للتعامل معه وتعليمه وإعطائه والاستماع إليه والاهتمام به واحترامه. قراءة كتاب لاري كينج ستكون تجربة مفيدة، أكبر من كونها قراءة عن تجربة إعلامي شهير بقدر ما بها من فائدة عن تجربة، مارس الصدق والبساطة في تعامله مع المحيط.