|


أحمد الحامد⁩
ممكن تتخصص؟
2018-11-11
ألتقي العديد من الشباب في بعض الأقسام الإعلامية، وأجد لديهم بعض المواهب التي تستحق الاهتمام، لكنني في بعض الأحيان لا أجد لديهم الفهم لمعنى التخصص في مجال معين، حتى يصبحوا أقوياء جدًّا للدرجة التي يفرض بها مستواهم وجودهم في قلب المؤسسة الإعلامية.
بعضهم موهوب لكنه بنصف تدريب، وبعضهم موهوب لكنه يحتاج إلى بيئة مناسبة وتشجيع، عمر الشباب وقت مهم جدًّا، وهو فترة تحول إما إلى موهبة تتجه في طريقها السليم أو ضياعها، إما لعدم الاهتمام بها أو لعدم الشعور بقيمتها من الأساس، اختيار التخصص المناسب للموهبة من سن صغيرة يعطي لنا منتجًا متفوقًا، بل يعطي لنا خبيراً مع مرور الوقت، ذات يوم قال لي أحد الأصدقاء عن زميله في الدراسة، وصفه بأنه عدة مواهب في وقت واحد، خطاط وأفضل لاعب في المدرسة وعبقري في الرياضيات، بعد نهاية مرحلة الثانوية وتفرق الزملاء، التقى صديقي بزميله، يقول بأنه كان شخصاً عادياً لأنه لم يتخصص بأي موهبة من مواهبه المتعددة، فلم يصبح خطاطاً محترفاً، والخط العربي عالم واسع له قواعده وفنونه، ولم يختر مجالاً يتوافق مع قدراته في مادة الرياضيات، ولم يمارس كرة القدم، كنت أعتقد ومازلت أن لدى كل إنسان موهبة تتيح له أن يكون متميزاً، تلعب بعض الصدف في اكتشافها، وتلعب العائلة وأحد أفراد الأسرة أحيانًا هذا الدور، وأحياناً يأخذ الشغف لدى الإنسان المسؤولية في إظهار الموهبة وتوجيهها نحو التخصص، بعض الشباب يعرفون في عدة مجالات لكنهم ليسوا متمكنين بصورة قوية في مجال من هذه المجالات، مصادقة التخصص والتبحر فيه واكتساب المهارات الجديدة وسعة الاطلاع على جوانبه، يعطي لنا متخصصًا ناجحًا، في الحقيقة نحن لا نحتاج إلى من يعرف الكثير من التخصصات، بل إلى من يعرف الكثير في تخصص واحد، إلى من يقدم لنا أفضل مستوى في مجاله، يعرف التفاصيل الصغيرة التي اكتسبها خلال تخصصه وعمله وتراكم خبرته، دمج المتخصصين في مشروع واحد يعطي لنا نتيجة مهنية ناجحة، واختلال المستوى في تخصص واحد لا شك أنه سيؤثر على عمل المجموعة كاملة، شيء أخير أود قوله، أحياناً قد يضعف المستوى لأحدهم، لكنه يبقى في الإطار المهني والمقبول؛ لأنه متخصص في مجاله، وهنا تكمن فائدة التخصص في المجال.