اشتريت ثلاثة كتب عن سِير ذاتية لأسماء معروفة، بدأت من الصفر حتى طبعت المطابع عنها، أحمل هذه الكتب، وأنا أعلم أن ما بين سطورها ما هو أكثر مما هو على السطر، تلك الأشياء التي تعاش ولا يبلغ وصفها حجمها الحقيقي مهما حاول كاتبها أن يصفها بما تستحقه.
الصبر الذي لا تستطيع كتابته ولا حتى رسمه، وحتى الذل الذي يمارسه عليك الفقر لن يستطيع أن يفهمه إلا من عاشه وطعن بخنجره المسموم، ذلك الخنجر الذي يحمله جبان ذو وجه قبيح لا ينسى، بينما المطعون مقيد، السير الذاتية ليست للمتعة التي يجدها القارئ في تلك القصص والمواقف التي كتبها الكاتب، هي أقرب للمواساة للذين على الدرب سائرون، حتى لا يسقطوا سريعاً وألا ينهاروا، كتّابها يشبهون مدربي الملاكمة الذين يعطون التعليمات للاعبيهم على خشبة الملاكمة.. لكنها في الكتب على خشبة الحياة، لأولئك الذين عندما يولدون تعلن المسرحية عن بدايتها، عن أجساد على المسرح لا تملك في الحياة إلا ثيابها وضميرها، لا لوم على الذين توقفوا عن إتمامها في فصلها الأول ولا على الذين أعلنوا انسحابهم قبل غلق الستارة بلحظات، من يعلم بظروفهم؟ ومن يشعر بدواخل المتعبين؟ المتفرجين؟ مستحيل..!! هذه السير للذين أكملوا الفصول يُقتبس منها لاحقاً بعض أسطرها لتنتشر كوصفات اجتماعية وتحفيزية لا نفع كثير منها إلا للذين يحتاجون الدواء لجراحاتهم وللمواساة أثناء عبورهم، للذين يعرفون الوجه البعيد من الحياة، الوجه الذي لا تعرفه الغالبية وإن بدا لهم معرفتهم له.
ـ وأنا أدفع ثمن الكتب وكان أحدهم بعنوان "من البادية إلى عالم النفط"، لوزير البترول السابق علي النعيمي، سألني البائع: هل سبق أن قرأت كتاب حياة في الإدارة لغازي القصيبي، أجبته نعم، إنه كتاب ممتع ومفيد لرجل رائع، غازي شخصية فذة، كان لها نصيبها من الحظ عندما ولدت في أسرة مهدت له بعض الطرق، خصوصًا التعليمية والمادية، ولاقت تلك الطرق من يستحقها فأبدع، لكنني أميل للنعيمي أكثر وأشعر بدواخلي بآلامه وتعبه عندما مهد هو كل طرقه بنفسه.
الصبر الذي لا تستطيع كتابته ولا حتى رسمه، وحتى الذل الذي يمارسه عليك الفقر لن يستطيع أن يفهمه إلا من عاشه وطعن بخنجره المسموم، ذلك الخنجر الذي يحمله جبان ذو وجه قبيح لا ينسى، بينما المطعون مقيد، السير الذاتية ليست للمتعة التي يجدها القارئ في تلك القصص والمواقف التي كتبها الكاتب، هي أقرب للمواساة للذين على الدرب سائرون، حتى لا يسقطوا سريعاً وألا ينهاروا، كتّابها يشبهون مدربي الملاكمة الذين يعطون التعليمات للاعبيهم على خشبة الملاكمة.. لكنها في الكتب على خشبة الحياة، لأولئك الذين عندما يولدون تعلن المسرحية عن بدايتها، عن أجساد على المسرح لا تملك في الحياة إلا ثيابها وضميرها، لا لوم على الذين توقفوا عن إتمامها في فصلها الأول ولا على الذين أعلنوا انسحابهم قبل غلق الستارة بلحظات، من يعلم بظروفهم؟ ومن يشعر بدواخل المتعبين؟ المتفرجين؟ مستحيل..!! هذه السير للذين أكملوا الفصول يُقتبس منها لاحقاً بعض أسطرها لتنتشر كوصفات اجتماعية وتحفيزية لا نفع كثير منها إلا للذين يحتاجون الدواء لجراحاتهم وللمواساة أثناء عبورهم، للذين يعرفون الوجه البعيد من الحياة، الوجه الذي لا تعرفه الغالبية وإن بدا لهم معرفتهم له.
ـ وأنا أدفع ثمن الكتب وكان أحدهم بعنوان "من البادية إلى عالم النفط"، لوزير البترول السابق علي النعيمي، سألني البائع: هل سبق أن قرأت كتاب حياة في الإدارة لغازي القصيبي، أجبته نعم، إنه كتاب ممتع ومفيد لرجل رائع، غازي شخصية فذة، كان لها نصيبها من الحظ عندما ولدت في أسرة مهدت له بعض الطرق، خصوصًا التعليمية والمادية، ولاقت تلك الطرق من يستحقها فأبدع، لكنني أميل للنعيمي أكثر وأشعر بدواخلي بآلامه وتعبه عندما مهد هو كل طرقه بنفسه.