إنني ممتنّ للكتّاب الجيّدين الذين قرأتُ لهم، امتنانًا لا أُشبّهه إلّا بامتنان المريض أو المُصاب، الذي كان بحاجةٍ ماسةٍ لدماء، تجاه من تبرّعوا له بدمائهم!.
ـ أفكِّر بالأمر على هذا النحو، فأجدني غارقًا في جمائل المكتبة!.
ـ أجدني، وهذا أهمّ، متسامحًا بشكرٍ داخليٍّ جزيل، مع كثير من الكُتّاب الذين لم أستطب كتاباتهم!.
ـ جميعهم، أو الغالبية العظمى منهم، بل أعود وأقول: جميعهم، إنما أرادوا التبرّع لي بدمائهم!.
ـ كل ما في الأمر أنّ فصائل الدم لم تكن صالحة للمزج، أو أنّ بعضهم كان عليلًا، لحظة التّبرّع، بما لم يُصلح الأمر!، أو قد أكون أنا القارئ، لحظتها، مصابًا بما لا يمكن لي معه تقبّل هذا النقل الكريم في ذلك الوقت!.
ـ حتّى تلك الكتب التي لم أقرأها، تُوجب شكري وامتناني لأصحابها، فقد تبرّعوا لي كقارئ بدمائهم، وكلّفوا أنفسهم مَشاقّ الاحتفاظ بهذه الدماء صالحةً، من أجلي، مرّحبين باستخدامي لها في الوقت الذي أحتاجها فيه!، وقد فعلوا ذلك، ويفعلونه دائمًا، دون مِنّةٍ، لا يريدون شكورًا!.
ـ وحين لا أجد ما أبحث عنه، تزداد قيمة ما لم أقرأ وتفوق ما قرأتُ شهامةً وعطاء!. يكفي أنها، ودون أن أصل إليها بل وبسبب عدم الوصول هذا، قد أعطتني يقينًا عظيم الطمأنينة بوجودها، وبقربها، وبرغبتها في المساعدة والإنقاذ!.
ـ وأنّ كلّ ما عليّ القيام به هو البحث، وطرْق الأبواب: أغلفة الكتب أبوابها، وهي من فرط الكرم، ليست من الحديد أبدًا، رقيقةً لا تحتمل طرقةً، فما أن تتوجّه إليها حتى تُفتح مرحِّبَةً بل وممتنَّةً، كأنها تحمل لك جميل ظنّك الحَسَن بها!.
ـ وعليه، فإنني حين لا أجد، فمعناه أنني لم أفعل!. وهي من فيض الأريحية والسخاء ورحابة الصدر والتواضع، لا تغضب ولا ترحل ولا تصدّ، تظل منتظرةً كأنها صاحبة الحاجة!.
ـ ما يحدث مع القراءة، وفي أثنائها، وبعد طيّ الصفحة وإغلاق الكتاب، يحمل حرفيًّا هذا المعنى، فإن كان لا بدّ للمَجَاز من حضور، فالمجاز هنا في صالح نقل الدم الحقيقي، لأنّ ما تقدمه الكتب أكثر من هذا "الحقيقي" بكثير!.
ـ تخيّل، لأنه لا بدّ لك من تخيّل لاستيعاب ما تعطيه الكتب، كم ينقل لنا أصحابها، من دم ومشاعر وأحاسيس وفهم وأفكار وتجارب وتعابير، ثريّة، نستنير بها ونأنس، نستمتع ونتنبّه ونستفيق، نتأمّل ونقارن، ونصير أكثر صحّةً وعافيةً؟!.
ـ أظنّ أنّ عددًا كبيرًا من الناس "القُرّاء"، يستشعرون ما هو أكثر عظمةً من نقل الدم، فقد نقلت لهم الكتب أعضاءً كالقلب والكِلَى وقرنية العين، ومبتوراتٍ أُخَر!. وحين أضعني مكان واحد من هؤلاء القرّاء، وأتحدث، لا تعود الحكاية حكاية ظنّ، هي من المؤكَّدات!.
ـ فـ.. شكرًا وامتنانًا وتحيةً لكم أيها الكُتّاب، من عرفتُ منكم ومن لم أعرف، من أُعجبت به ومن لم أُعجب!. هذه المقالة ليست إلا محاولة بسيطة لرد شيء من جمائلكم، كتبها صاحب الملف رقم "ف. هـ. د. ع. أ. ف. ت"، راجيًا قبولها!.
ـ أفكِّر بالأمر على هذا النحو، فأجدني غارقًا في جمائل المكتبة!.
ـ أجدني، وهذا أهمّ، متسامحًا بشكرٍ داخليٍّ جزيل، مع كثير من الكُتّاب الذين لم أستطب كتاباتهم!.
ـ جميعهم، أو الغالبية العظمى منهم، بل أعود وأقول: جميعهم، إنما أرادوا التبرّع لي بدمائهم!.
ـ كل ما في الأمر أنّ فصائل الدم لم تكن صالحة للمزج، أو أنّ بعضهم كان عليلًا، لحظة التّبرّع، بما لم يُصلح الأمر!، أو قد أكون أنا القارئ، لحظتها، مصابًا بما لا يمكن لي معه تقبّل هذا النقل الكريم في ذلك الوقت!.
ـ حتّى تلك الكتب التي لم أقرأها، تُوجب شكري وامتناني لأصحابها، فقد تبرّعوا لي كقارئ بدمائهم، وكلّفوا أنفسهم مَشاقّ الاحتفاظ بهذه الدماء صالحةً، من أجلي، مرّحبين باستخدامي لها في الوقت الذي أحتاجها فيه!، وقد فعلوا ذلك، ويفعلونه دائمًا، دون مِنّةٍ، لا يريدون شكورًا!.
ـ وحين لا أجد ما أبحث عنه، تزداد قيمة ما لم أقرأ وتفوق ما قرأتُ شهامةً وعطاء!. يكفي أنها، ودون أن أصل إليها بل وبسبب عدم الوصول هذا، قد أعطتني يقينًا عظيم الطمأنينة بوجودها، وبقربها، وبرغبتها في المساعدة والإنقاذ!.
ـ وأنّ كلّ ما عليّ القيام به هو البحث، وطرْق الأبواب: أغلفة الكتب أبوابها، وهي من فرط الكرم، ليست من الحديد أبدًا، رقيقةً لا تحتمل طرقةً، فما أن تتوجّه إليها حتى تُفتح مرحِّبَةً بل وممتنَّةً، كأنها تحمل لك جميل ظنّك الحَسَن بها!.
ـ وعليه، فإنني حين لا أجد، فمعناه أنني لم أفعل!. وهي من فيض الأريحية والسخاء ورحابة الصدر والتواضع، لا تغضب ولا ترحل ولا تصدّ، تظل منتظرةً كأنها صاحبة الحاجة!.
ـ ما يحدث مع القراءة، وفي أثنائها، وبعد طيّ الصفحة وإغلاق الكتاب، يحمل حرفيًّا هذا المعنى، فإن كان لا بدّ للمَجَاز من حضور، فالمجاز هنا في صالح نقل الدم الحقيقي، لأنّ ما تقدمه الكتب أكثر من هذا "الحقيقي" بكثير!.
ـ تخيّل، لأنه لا بدّ لك من تخيّل لاستيعاب ما تعطيه الكتب، كم ينقل لنا أصحابها، من دم ومشاعر وأحاسيس وفهم وأفكار وتجارب وتعابير، ثريّة، نستنير بها ونأنس، نستمتع ونتنبّه ونستفيق، نتأمّل ونقارن، ونصير أكثر صحّةً وعافيةً؟!.
ـ أظنّ أنّ عددًا كبيرًا من الناس "القُرّاء"، يستشعرون ما هو أكثر عظمةً من نقل الدم، فقد نقلت لهم الكتب أعضاءً كالقلب والكِلَى وقرنية العين، ومبتوراتٍ أُخَر!. وحين أضعني مكان واحد من هؤلاء القرّاء، وأتحدث، لا تعود الحكاية حكاية ظنّ، هي من المؤكَّدات!.
ـ فـ.. شكرًا وامتنانًا وتحيةً لكم أيها الكُتّاب، من عرفتُ منكم ومن لم أعرف، من أُعجبت به ومن لم أُعجب!. هذه المقالة ليست إلا محاولة بسيطة لرد شيء من جمائلكم، كتبها صاحب الملف رقم "ف. هـ. د. ع. أ. ف. ت"، راجيًا قبولها!.