|


بدر السعيد
ديربي.. وبحر
2018-11-25
لكل مكان شواهده وعلاماته.. معالمه ولحظاته.. ولكل مدينة هويتها وطابعها ورمزياتها.. وللرياضة دور كبير في صنع تلك الخصوصية.. بل امتد عنفوان الرياضة ونفوذها ليمنح مدن العالم خاصية التسمية في استضافة أكبر حدث رياضي عالمي على الإطلاق.
فكلنا نسمي الأولمبيادات بأسماء مدنها، وهو واقع التسمية الفعلية التي تمنحها اللجنة الأولمبية الدولية لكل مدينة.. بل امتد الأمر لتقترن أسماء أكبر أندية العالم الكبرى بمدنها في ارتباط بات يقود الذهن لتلك المدن بشكل تلقائي.
ونحن كغيرنا من دول العالم لدينا مدينة لها طابعها وتاريخها وهويتها التي تميزها.. ولديها رمزاها الرياضيان المنقوشان في عقلها وأحجارها وحاراتها.. فبمثل ما تفتخر العاصمة العريقة مدريد بعملاقيها الريال وأتلتيكو.. وبمثل ما تعلق سكان ميلانو برمزيها الميلان والإنتر، فإن عروسنا "جدة" تفتخر وتزهو بكبيريها الاتحاد والأهلي.
يحضر ديربي جدة فتحضر معه المتعة والتشويق والإثارة.. الفرح والحسرة.. النشوة والانكسار، مزيج حجازي عجيب كان ولا يزال يقدم لنا بكل حماسة وبكثير من الانتظار والترقب.. ينجح دائماً هذا الديربي في حجز موعده مع أوقاتنا.. ويبدع عادة في تسجيل عروضه في مخيلتنا.
يحضر ديربي جدة.. فتقف عقارب الرياضة السعودية أمام تلك الوجبة كاملة الدسم التي اعتدنا كسعوديين تناولها، بل التلذذ بمذاقها الخاص والخاص جدًّا.. يحضر فيحضر معه "صالح القرني" ليقود مدرج الذهب.. ليقف "مجانين" الأهلي على الجانب الآخر من الملعب.
يحضر ديربي جدة فتغيب حسابات الترتيب والنقاط ويحضر واقع الفريقين العجيب الذي لا يعترف بكل ذلك.. واقعهما الذي فرضه تاريخهما المليء.
وإذا كان بعض سكان جدة اعتاد أن يردد مواله الخاص "جدة كذا" إتي وبحر.
وبعضهم الآخر لا يعترف إلا بكونها "أهلي وبحر".. فإننا نحن الذين نعيش خارج جدة.. نحبها بعبقها، بتاريخها، بحضارتها، بعنفوان عميدها وجمال أهليها.. ننتظر لقاء كبيريها.. ونردد "جدة كذا" ديربي وبحر.
ساعات قليلة تفصلنا عن "ديربي البحر".. فهل ستعيش جدة ليلة يتراقص فيها كورنيشها على أنغام "جمهور الأهلي في حبه مجانين".. أم أن العميد سيرفع شيلاته ويرددها عشاقه "إتي لحالو"!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.