|


سعد المهدي
هل صحيح أن للديربي قانونا خاصّا؟
2018-11-25
اليوم يوم كروي مشحون بالتوتر والقلق الاتحادي الأهلاوي بامتياز، لكنه يوم الترقب والمتعة لجماهير الكرة داخل السعودية، ومنعطف مهم في سباق التنافس في الدوري.
مواجهات الديربي كتلك التي تجمع قطبي جدة الأهلي والاتحاد، لن يلتفت فيها لا إلى تاريخ لقاءاتهما، ولا إلى موقعهما في سلم الترتيب، وأيضًا لن يبني أحد التوقعات للنتيجة قياسًا بِما قدماه خلال الجولات التسع الماضية، هذا كله فاتحة الحديث عن كل الدربيات، ربما على مستوى العالم، لكن هل هو كلام صحيح أم يحتاج إلى التصويب أكثر؟
في مباراة اليوم، الأهلي أحسن حالاً على كل المستويات، وهو مطالب من جماهيره ألا يضيع فرصة تسجيل فوز في لائحة رصد مواجهاتهما، ليس ذلك فقط، بل بنتيجة تبقى في الذاكرة، فالاتحاد تلقى الهزائم في سبع جولات ماضية، وبالكاد حصل على تعادلين وهو يقبع في الترتيب الأخير، وعلى عكسه الأهلي حقق ستة انتصارات، وخسر مرتين وتعادل في واحدة، أي أن الأول يبحث عن اللقب والثاني عن الهروب من القاع!
إذًا كيف ستتوازن كفتاهما في المباراة؟ هل لأن الفريقين سيلعبان مباراة منفصلة عن سياق ما هما عليه من واقع فني وتنافسي، نتيجة أن "الديربي" لا يرتكز على معايير الفوز والخسارة الطبيعية، وأن له قانونًا خاصًّا كما نحاول جميعنا تأكيده؟ وفي هذه الحالة، كيف للأضعف فرصة بحسب واقعه الفني والعناصري والتنافسي، أن يستدعي قواه الخفية وما قدر استجابتها له؟
نتفق في أغلبنا على أن مباراة الديربي تتحكم فيها ظروف خارج الميدان، بحيث تضغط على أدواتها من لاعبين ومدربين وجماهير، وهي أحيانًا تتسبب في تعويض بعض جوانب النقص التي يعاني منها أحدهما، وتصل بالكفتين إلى التساوي في التسعين دقيقة، لكن يجب التنبه إلى أن هذه المؤثرات لا يمكن لها أكثر من إطلاق قوة هي موجوده في الأصل ولا يمكن له صنعها!
في الاتحاد الذي يلعب الديربي اليوم مع نظيره الأهلي، يمكن له أن يتجاوب مع عامل الاستثارة ليخرج طاقته الكامنة، لكن الأهلي إذا ما لعب كما هو سيفوز حتى لو غير الاتحاد جلده في هذه المباراة، هذا في ميزان القوة الفنية من حيث العناصر والانسجام، أما إن تم إسقاط العاملين الفني والعناصري، فإن المباراة ستذهب لتحقيق مقولة إن الديربي له قانونه الخاص.