|


إبراهيم بكري
دعاء نورة المدلج
2018-11-26
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
“لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة”.
تعود القصة أن الخليفة رأى بعض الناس في المسجد بعد صلاة الجمعة فسألهم: من أنتم؟ قالوا: متوكلون، قال: بل أنتم متواكلون.. لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق.
وأنت في المسجد من دون السعي لا ينفعك الدعاء في طلب الرزق، وماذا عن الدعاء في الملاعب.
بعض الناس يرى أن تعادل الفيصلي مع الهلال رزق من الله بسبب دعاء الطفلة نورة فهد المدلج التي رفعت يدها إلى السماء تناجي ربها ألا يخسر عنابي سدير.
التعمق في هذه الحالة الرياضية سوف تفتح علينا كثيراً من الأبواب قد لا تغلق وتجعلنا في صراع مع أنفسنا حول خلط الدين بنتائج المباريات.
لو أن الدعاء وحده فقط يجلب الفوز في كرة القدم لأصبحت منتخبات الدول الإسلامية أبطال كأس العالم على حساب الدول الكافرة.
المفكر المصري المعروف الدكتور توفيق حميد له مقولة مشهورة في هذا الشأن يقول:
“فوز دولة إسلامية في مباراة كرة القدم لا يعني انتصاراً للإسلام وأن هزيمتها لا تعني هزيمة للإسلام”.
أحد الأصدقاء يقول:
دعاء الطفلة ابنة رئيس نادي الفيصلي سبب تعادل الهلال.
رددت عليه:
ليش نضيع فلوسنا في المدربين الأجانب تتعاقد الأندية مع أئمة مساجد وبالدعاء سوف تحقق البطولات.

لا يبقى إلا أن أقول:
لست ضد الدعاء في الرياضة بالعكس نحتاج إلى توفيق الله في جميع شؤون الحياة مع الأخذ بالأسباب أن الفوز في مباراة أو بطولة يحتاج إلى عمل شاق في التدريبات وليس الاعتكاف في محراب.
ما أريد أن أصل إليه ألا نستغل براءة الأطفال وتوظيفها في غير محلها حتى لا تخرج الرياضة عن مقصدها النبيل وتصبح موضة في ملاعبنا أطفال أياديهم معلقة في السماء من غير قصد أو بتحريض أهاليهم.
لا أريد عندما يخسر الفيصلي أن تحزن نورة المدلج وتعتقد أن الله لم يستجب إلى دعائها أليس قبلها طفل اتحادي رفع يده بالدعاء وخسر العميد، نريد أطفالاً يستمتعون في الملاعب يضحكون لا يبكون، دموعهم أغلى من نتيجة مباراة.

قبل أن ينام طفل الـــ “هندول” يسأل:
هل دعاء الأطفال يحقق البطولات؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروجك وشكراً لك.