يُعيد "أمارتيا سين" تركيب البيت من جديد. بيت الحريّة والتسامح والقبول والتعايش والمشاركة. يفعل ذلك في كتابه "الهويّة والعنف ـ وهم القَدَر"، ترجمة حمزة بن قبلان المزيني، بلطافة لا ينقصها دفء السخرية من المقاربات الاختزالية التي بني عليها "صراع الحضارات"، مفككًا ما بين القوسين، موجّهًا الأنظار إلى ما يسهل بعده كشف حجم التضليل والقصور في كتاب هنتنجتون الشهير "صراع الحضارات"، ليس الكتاب فحسب: الكتاب والفكرة والمنهج الغربي الذي اقترب من اعتماد العنوان نظريةً!.
ـ يتم تقويس "المسلم المعتدل"، فيعاد الفك والتركيب. فالبحث عن "المسلم المعتدل" ليس إلا بحثًا غربيًّا مسعورًا، على ما في نوايا البحث من حُسن مُفترض، لكن البحث عن "المسلم المعتدل" يفترض سلفًا أن الأمر يحتاج إلى "بحث"!. ما يعني أنه من غير "البحث" لا يمكن الوصول إلا لمسلم غير معتدل!. يغوص الهندي "أمارتيا سين" عميقًا ليكشف كم في مثل هذا "البحث" من اتهامات مُشوّشة وأحكام باطلة!.
ـ الفكّ والتركيب يتواصلان!. يوجّه الهندي الفخم، انتباهًا حادًّا، وانتقاءً جادًّا، دون إنكارٍ لصدق وصلاح النوايا، للعدالة الغربية المُبتغاة، مشيرًا إلى أنها آتية من حضارة سبق لها أنْ همّشتْ حدّ التزوير، دور الحضارة العربية "وحضارات أخرى"، واضعةً بتصنيفات فجّة الأمر كله في سلّة العِلْم الغربي: "تاركةً الشعوب الأخرى لُتَنقّب عن فخرها في الأعماق الدينية فقط"!. فاضحًا التطرّف الخفي في مثل هذا الحشْر في زاوية المعتقد الديني!. كل حشْرٍ يشكّل ضغطًا، وكل ضغط يولّد حرارة، وكل حرارة تُنبئ باشتعال!.
ـ يركل "أمارتيا سين" الكرة الملتهبة في اتجاه تفكيكها، ساخرًا من تلك الروح النقدية الغربية المتطرفة حتى وإنْ حارَبَتْ التطرف!، رافضًا، بفكرٍ منير وبأسلوب هادئ، تقييم وتقسيم الناس وحشرهم في أقفاص، إمّا في "تجاهل الهوية" بلغة الإعلان الجامع، أو في "الولاء المفرد" بلغة التطرف المانع!.
ـ لُبّ الكتاب، وأطيب ما فيه، النظرة الجديدة، الأكثر مُسالمةً وتفهّمًا، التي يقدّمها "أمارتيا سين"، فالإنسان مجموعة كبيرة من الهويّات والولاءات الصغيرة المُتشابكة والمتزامنة فيه: "يمكن للشخص نفسه، مثلًا، أن يكون مواطنًا بريطانيًّا، من أصل ماليزي، بخصائص عرقيّة صينيّة، ومضاربًا في الأسهم، وغير نباتي، ومصابًا بالرّبو، ولسانيًّا، ومدرّب ألعاب قوى، وشاعرًا، ومناهضًا للإجهاض، وهاويًا لمراقبة الطيور، ومهتمًّا بالأبراج، وشخصًا يؤمن أنّ الله خلق داروين ليختبر السُّذَج"!.
ـ كتاب رائع، مهم، لمفكّر عميق، يرمي للعالم بطوق نجاة حقيقي. وفي كلّ تعقّلٍ سلام، وفي كل تفحّصٍ إنصاف!.
ـ يتم تقويس "المسلم المعتدل"، فيعاد الفك والتركيب. فالبحث عن "المسلم المعتدل" ليس إلا بحثًا غربيًّا مسعورًا، على ما في نوايا البحث من حُسن مُفترض، لكن البحث عن "المسلم المعتدل" يفترض سلفًا أن الأمر يحتاج إلى "بحث"!. ما يعني أنه من غير "البحث" لا يمكن الوصول إلا لمسلم غير معتدل!. يغوص الهندي "أمارتيا سين" عميقًا ليكشف كم في مثل هذا "البحث" من اتهامات مُشوّشة وأحكام باطلة!.
ـ الفكّ والتركيب يتواصلان!. يوجّه الهندي الفخم، انتباهًا حادًّا، وانتقاءً جادًّا، دون إنكارٍ لصدق وصلاح النوايا، للعدالة الغربية المُبتغاة، مشيرًا إلى أنها آتية من حضارة سبق لها أنْ همّشتْ حدّ التزوير، دور الحضارة العربية "وحضارات أخرى"، واضعةً بتصنيفات فجّة الأمر كله في سلّة العِلْم الغربي: "تاركةً الشعوب الأخرى لُتَنقّب عن فخرها في الأعماق الدينية فقط"!. فاضحًا التطرّف الخفي في مثل هذا الحشْر في زاوية المعتقد الديني!. كل حشْرٍ يشكّل ضغطًا، وكل ضغط يولّد حرارة، وكل حرارة تُنبئ باشتعال!.
ـ يركل "أمارتيا سين" الكرة الملتهبة في اتجاه تفكيكها، ساخرًا من تلك الروح النقدية الغربية المتطرفة حتى وإنْ حارَبَتْ التطرف!، رافضًا، بفكرٍ منير وبأسلوب هادئ، تقييم وتقسيم الناس وحشرهم في أقفاص، إمّا في "تجاهل الهوية" بلغة الإعلان الجامع، أو في "الولاء المفرد" بلغة التطرف المانع!.
ـ لُبّ الكتاب، وأطيب ما فيه، النظرة الجديدة، الأكثر مُسالمةً وتفهّمًا، التي يقدّمها "أمارتيا سين"، فالإنسان مجموعة كبيرة من الهويّات والولاءات الصغيرة المُتشابكة والمتزامنة فيه: "يمكن للشخص نفسه، مثلًا، أن يكون مواطنًا بريطانيًّا، من أصل ماليزي، بخصائص عرقيّة صينيّة، ومضاربًا في الأسهم، وغير نباتي، ومصابًا بالرّبو، ولسانيًّا، ومدرّب ألعاب قوى، وشاعرًا، ومناهضًا للإجهاض، وهاويًا لمراقبة الطيور، ومهتمًّا بالأبراج، وشخصًا يؤمن أنّ الله خلق داروين ليختبر السُّذَج"!.
ـ كتاب رائع، مهم، لمفكّر عميق، يرمي للعالم بطوق نجاة حقيقي. وفي كلّ تعقّلٍ سلام، وفي كل تفحّصٍ إنصاف!.