|


أحمد الحامد⁩
زاوية شارع
2018-11-30
تذكرني الحملة الإعلامية على المملكة بالرجل الشجاع وهو يمشي في الطريق، بينما يقف في زاوية الشارع من يقذف بكلمات نابية نحوه، لا يلتفت الشجاع إليه، وإذا ما توقف أو تقدم نحوه فإن الذي يقف في الزاوية يسابق الريح هربًا.
أحيانًا يتوهم هذا الهارب الشجاعة وقوة البيان إذا ما أُهمل ولم يرد عليه، لكنه سرعان ما يلقى مصيره الحقيقي، حتى إن تغافل الشجاع عنه فترة من الزمن، منذ قضية خاشقجي ـ رحمه الله ـ والأغبياء يقفون في زوايا الشوارع، واستخدمت كلمة الأغبياء لأنني أعنيها فعلاً، الغباء هو من يضع حامله داخل بالونة يسميها الحقيقة، متناسيًا أنها بالونة مهما كبرت تبقى صغيرة جداً بهواء فاسد، كتبت سابقاً أن تفسير كل ما يكتب عن المملكة في محاولات صناعة الكذب لتشويهها يرجع إلى الحسد. عجزت أن أخرج من حدود هذه الكلمة، لكنها ليست كلمة بسيطة؛ لأنها تولّد لحاملها الحقد والكراهية وضيق العيش وعدم الشعور بالنعم التي لديه، بل يتحول كل همه نحو زوال ما لدى الآخر، والحاسد الحاقد على استعداد أن يضع يده بيد كل الشياطين، يتآمر ويكذب ويدجل ويدفع في سبيل ذلك ما غلا ثمنه، هكذا هو، غلّب الحقد واللؤم على الخير فأنتج لنا نفسًا بصفات الواقف عند الزاوية، اليوم أشاهد الشجاع محمد بن سلمان وهو يمثل المملكة ضمن أقوى 20 دولة اقتصاديًّا، قائدًا شابًّا ماضيًا في طريقه الذي يليق ببلده وبأبناء شعبه، بينما الواقفون في الزوايا يمارسون كراهيتهم وصراخهم والتعبير عن حسدهم.
لا عليكم أعزائي، كل التاريخ ينبئنا بأن لكل ناجح حاسدًا حاقدًا، الناجح لا يعترف بهم، بل لا يراهم، لأنه مشغول بتنفيذ طموحه وفعل كل ما يرافق الشجاع من صفات النبل، المملكة أكبر منهم فعليًّا، ومن يكتب التاريخ هو من يفعل لا من يتحدث؛ فما لكم لو كان حديثهم حديث كذب زائل، اليوم سقطت مصداقيتهم مع مرور الوقت.
تكرار الكذب أفقدهم كل شيء، فزاد صراخهم وزادت انفعالاتهم، من منكم يصدق اليوم قناة الجزيرة؟ أنا على ثقة بأن من يعمل بها يعرف أنه يكذب وأنه ينفذ ما يطلب منه دون حساب أي معايير للمهنة والأخلاق، الجزيرة تمامًا كالواقف في زاوية الشارع، صوت من دون تأثير حقيقي لأنه كاذب.