|


بندر الفالح
انتهاز الفرص
2018-12-03
من الأمور المهمة في حياة الكثيرين، الاستفادة من الأحداث المهمة أو التجارب الجديدة التي تحدث خلال فترات حياتهم، أو التي لا تتكرر إلا في فترات زمنية طويلة، واستخلاص كل ما يفيد ويثري معارفهم وخبراتهم من هذه الأحداث، لتحويل هذه المعارف والخبرات إلى نتائج تهدف إلى إيجاد حلول أو تفادي مشاكل، إما على المستوى الشخصي أو على المجتمع بشكل عام، ومن هذه الأحداث المهمة التي نعيشها حالياً هو معرض الصيد والصقور السعودي الأول.
الذي يفتح أبوابه للزوار بداية من هذا اليوم وحتى السبت المقبل الموافق 1ـ4ـ1440هـ، وبلا شك فإن هذا المعرض يعد حدثًا مهمًّا لكل المعنيين بالصيد والصقور، ليس لكونه فقط المعرض الأول من نوعه في المملكة، الذي يعرض أحدث المنتجات والتقنيات الخاصة بالصيد والصقور، بل لكونه أيضاً ملتقى لكل المهتمين بهذا المجال ومكاناً للالتقاء مع كافة الخبراء من صقارين وصيادين ومسؤولين، يمكن من خلاله تبادل التجارب والخبرات ونقل المعرفة فيما بينهم، وأيضًا إلى كل مستجد في مجال الصيد والصقور؛ لذلك فلعلنا نستغل هذه الفرصة لنشر الوعي بين المهتمين حول أفضل الممارسات والقواعد والالتزامات المتعلقة بالصيد والصقور، ونجعل هذا الحدث وسيلة لتصحيح كل الممارسات السلبية التي كنا وما زلنا نشاهد تكرارها بين الحين والآخر من قبل الدخلاء على هذه الهواية، لقد بذل المعنيون في نادي الصقور السعودي جهودًا جبارة ومشكورة لإقامة هذا المعرض، وتبقى الدور على المشاركين والحضور لإثراء المعرض وجعله منبراً تتخطى فوائده مجرد عرض المنتجات والصقور، وإنما يفترض أن تتجلى هذه الفوائد أيضاً في المخرجات الثقافية والمعرفية والتوعوية التي سيكتسبها المشاركون والحضور، ويعكسونها في نشاطاتهم المتعلقة بالصيد والصقور؛ للوصول إلى نتائج ملموسة في المحافظة على الكائنات الفطرية وبيئاتها، من المهم أن نستفيد من هذا الحدث بأقصى الحدود الممكنة، وأتمنى من كل من يشاهد إعلام هذه الهواية أن يستغل وجوده في المعرض ـ في حال حضوره أو مشاركته ـ بأن يسعى لنشر الثقافة والممارسة الصحيحة لهذه الهواية، لتعزيز القيم والمبادئ الخاصة بها. كما أتمنى من الحضور أيضًا ألا يسعوا للاطلاع فقط، بل يستفيدون من تجارب الآخرين ومعرفة ما يجب اجتنابه من ممارسات خاطئة تشكل تهديدًا حقيقياً على الكائنات الفطرية بشكل عام والصقور بشكل خاص، هي فرصة مهمة وثمينة ولا بد من انتهازها.