|


إبراهيم بكري
لكل مواطن إعلامي رياضي
2018-12-03
الفنان البحريني خالد الشيخ يقول:
"قد تنطبق كلمة نجم على لاعب كرة أو راقصة أو رجل أعمال بحجم بيل غيتس، أما نجومية المغني فزائلة ومؤقتة، نظراً لارتفاع معدلات الاستهلاك والتعدد الموجود في أنماط الغناء وأشكاله. حتى أصبح لدينا الآن مغن لكل مواطن عربي".
الأمر لا يختلف في الرياضة السعودية في ظل غياب مفهوم تحديد النسل. في الإعلام الرياضي يولد كل يوم إعلامي عن طريق حمل الأنابيب "واسطة" أو الحقن المجهري "وراثة".
إذا استمر الوضع الراهن كما هو عليه اليوم دون أي حراك من الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، فسوف يصبح لكل مواطن سعودي إعلامي رياضي.
السؤال الذي يفرض نفسه هو:
هل مهنة الإعلام الرياضي نسب عائلي أم مهنة ممارسة ككل المهن؟
الطبيب المنقطع الذي لا يدخل غرفة العمليات بشكل دوري، ترتعش يده عندما يمسك المشرط، المعلم الذي يمارس العمل الإداري لفترة طويلة يصبح فاقد مهارات التعليم، والأمر نفسه ينطبق على الإعلامي غير الممارس تصبح أفكاره مترهلة دون أي رشاقة مهنية.
السائد في وسطنا الرياضي 90% من الإعلاميين لا يعملون في حقول المهنة لا ينتجون أي محتوى فعلياً، فقط يطلعون تلفزونياً في قنوات فضائية لا تزال تعمل بنظام أشرطة الفيديو.
إعلامي سابق في مفهوم الممارسة هو "عاطل" لا يعقل يكون إعلاميًّا طول العمر من المهد إلى اللحد، لا يوجد عنده اليوم أي إنتاج أو خبرة تشفع له.
لا يبقى إلا أن أقول:
في كل دول العالم المتطورة رياضياً لا مكان في التحليل الرياضي إلا للاعبين السابقين أو أصحاب التخصصات الرياضية.
أين أبناء كرة القدم عن البرامج الرياضية؟
كم واحد من أصحاب المنجزات في الأندية والمنتخب ممن حققوا كؤوس آسيا والتأهل إلى مونديال كأس العالم يحللون اللعبة في البرامج الرياضية؟
لن تجد منهم إلا العدد القليل ويسيطر على المشهد أصحاب الكروش والأجسام المترهلة والعقول الخاوية ممن لم يركل في حياته كرة، ينتقد مدربًا عالميًّا أو لاعبًا محترفًا بأسلوب عقيم يفتقر للجوانب الفنية.
يقع على عاتق الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي المسؤولية الكبيرة في تحديد مواصفات الإعلامي الرياضي؛ لأنه بسبب عددهم الكبير لا يميز بين الغث والسمين وباتت البرامج الرياضية تحتضن النطيحة والمتردية.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل لكل مواطن إعلامي رياضي؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.