|


أحمد الحامد⁩
ديربي الحب
2018-12-08
انتهت مباراة ديربي العاصمة بالتعادل بهدفين لكل منهما، الهلال فاز بالشوط الأول والنصر فاز بالشوط الثاني وهكذا تعادلا، المباراة كانت جميلة ومثيرة وهذا مهم جداً، لا بد دائماً أن تحتفظ مباريات الديربي بإثارتها وتقارب مستوى الفريقين بها، حتى إن كان أحدهما متقدماً بالترتيب وفارق النقاط.
مباريات النصر والهلال لها خصوصية ممتدة منذ عشرات السنين،أحداثها تبدأ قبل صافرة الحكم ولا تنتهي بعد انتهائها، هذا الديربي يمثل لبعضهم بطولة بحد ذاتها، في مباراة النصر والهلال يكتب من يحرز هدفاً اسمه في التاريخ، يعيش على هذا الهدف بقية حياته، ويعيش بصورة فاخرة إن كانت له أهداف وليس هدفاً واحداً، مباريات الهلال والنصر تعيش في عقل سكان العاصمة، تواريخ لا تنسى، تبقى حديثاً دائماً في مجالسهم، ولكل جمهور منهما ما يفاخر به إذا ما تحول الحديث إلى "طقطقة" على بعضهم بعضًا، المسألة ليست كرة قدم فقط، أبعادها أكثر من حصد أو خسارة ثلاث نقاط، هي حالة حب لهذا الحبيب الذي يعاملك بحالاته المختلفة، أحياناً تخجل من كثرة عطائه لك من كميات فرح، وأحياناً تحبس آلامك بقلبك من تصرفاته التي تريدها دائماً على مزاجك وهذا لا يحدث أبداً، لا يفعل لك ذلك حبيبك الإنسي، ولا فريقك الذي يتعامل مع كرة تدور ولا تستقر، حالة الحب ترجو منها موعداً تحصد منه السعادة، وإذا لم تحضر السعادة في موعدها فإنك تحاول مرة ومرة ومرة لأنك تعلم بأنها ستأتي يوماً، محبة فريق كرة القدم ضميرها لا يموت، حياة لا تحدث بها حالات طلاق، ولا يرضى المحب بها حتى من كان حبيبه في أسفل الترتيب التخلي عنه، التمسك به دليل لنفسه بأنه يستطيع أن يحب طيلة حياته، وأن يكون وفياً دائماً، قانون الحب في كرة القدم يجد فيه الإنسان كل انتصاراته حتى تلك التي لم يستطع أن يحققها في سنين حياته على أرض الواقع وخارج ملعب الكرة، تلك الفرحة التي تجعلك تقفز فرحاً وتهتف بأعلى صوتك لا يصنعها لك سوى فريقك، لا يشعر بها أحد كما تشعر أنت بها، لا يكتبها شاعر، ولا يصفها أديب، ولا تشغلك عنها أجمل حبيبة، تلك اللحظات التي تمنيت أن تعيش دائماً في فضائها، وإذا ما مضت بحثت عنها من جديد.