|


طلال الحمود
متلازمة كرسيدا
2018-12-08
قبل انطلاق الموسم الحالي، دار حوار بين رئيس نادي الاتحاد السابق نواف المقيرن، وتركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة، عن كيفية إعادة الاتحاد إلى مكانته القارية.
واقترح رئيس الهيئة الاستعانة بالمدرب الفرنسي آرسين فينغر على حساب التشيلي سييرا، قبل أن يرفض المقيرن الاقتراح، بداعي أن وضع الفريق الحالي أشبه بسيارة قديمة من طراز “كرسيدا”، مؤكدًا عدم جدوى التعاقد مع مدرب عالمي قبل إصلاح وترتيب هذه الـ”كرسيدا” المهترئة، ولم يكن هذا الحديث مصدر قلق لأنصار الاتحاد الذين يدركون وجود خلل في ناديهم.
جاء المقيرن بخبرته المحدودة في المجال الرياضي، وأتى معه فريق من المعاونين محدودي الخبرة أيضاً، وبدأت حملة “توضيب” الكرسيدا على طريقة عادل إمام وحسن يوسف في فيلم مجانين الكرة، وبدأ حذف القطع المشتراة بواسطة أحمد مسعود وحاتم باعشن بعيدًا عن فائدتها، وتحول النادي إلى ورشة عمل ما بين فك وتركيب وحذف وخرط، في انتظار ظهور الكرسيدا بشكل “مرتب” مع بدء الموسم، خاصة مع “توليف” الإكزوز البشري “كارليتو” والتيربو الصربي ألكسندر بيرتش، قبل أن تأتي الصدمة بعدم قدرة الكرسيدا على الحركة وفشل جميع المحاولات حتى الآن لتحريكها، بعد أن عاث الرئيس ومعاونوه بأسلاك و”فيوزات” الكرسيدا التعيسة حتى تحولت إلى “زوبة” العجيبة، وتحول معها الاتحاد إلى فريق عاجز!.
وكعادة السيارة عندما تتعطل، جاء أبناء النادي القدامى ركضاً بأدواتهم ومفكاتهم بحثاً عن علبة “الفيوزات”، وظهر محمد نور وأنمار الحائلي ولؤي ناظر وغيرهم في المنصة وهم يتشاورون، وكأنهم يبحثون عن “الزرادية” المناسبة لاقتلاع الفيوز الملعون، أملاً في إصلاح ما أفسده المقيرن ومعاونوه في جسد الكرسيدا!، وبرغم هذا “التجمهر” مازالت الكرسيدا تنتظر أن يمن الله عليها بنعمة الحركة!.
كان المقيرن وفريقه يخططون لقيادة الاتحاد تدريجياً إلى القمة، ويعملون وفق هذه القناعة؛ ما يؤكد بالفعل أنهم كانوا يتعاملون مع الفريق على أنه سيارة تحتاج إلى “توضيب” ثم “تمرين”، ولا أحد غير الله يعلم من أين جاءت فكرة التدرج في النتائج؟، ولماذا التدرج طالما باستطاعة الفريق تحقيق الانتصارات؟، وما فائدة هذه الفانتازيا الميكانيكية لفريق انتهت مشاكله بعد تسديد الديون وحصوله على فرصة التعاقد مع لاعبين جدد؟!.
ما زاد الطين بلة، أن الإدارة الجديدة أصبحت تتعامل مع مشكلة الاتحاد على أنها عطل غامض في الكرسيدا الافتراضية، حتى باتت عبارة “لو سمحتوا خلونا نشتغل” تتردد بعد كل مباراة، في تأكيد على أن عملية الفك والتركيب مازالت مستمرة!.