|


هيا الغامدي
«لو» مدريد «إلا» الأبطال
2018-12-13
على الرغم من الخسائر الموجعة لريال مدريد هذا الموسم على أصعدة كثيرة إلا أن الخسارة في دور المجموعات بدوري الأبطال، البطولة المفضلة لديه، أمام سيسكا موسكو، تعد أم الهزائم المدوية، وكارثة الكوارث القاصمة للظهر، ومن الهزائم المهينة التي لا يمكن لعشاق الملكي تقبُّلها بأي حال من الأحوال.
لكنْ هذه حال الكرة "احترم تُحترم"، ازرع تحصد! وحال الأبيض بانسيابية منطقٍ، ومنطقية حالٍ. الوضع لا يسر، ووحوش القارة العجوز ينتظرون الزلة!
"التشامبيونز ليج" ليست بطولةً عادية لمدريد، بل أمرًا مهيبًا وذا وقار بالنسبة إلى عشاق الميرنجي، الذين طُعنوا بعمق في كرامتهم في عقر دارهم "سانتياجو برنابيو"، الذي شهد الأفراح والليالي الملاح مع الريفر بتفوُّقه على مواطنه بوكا، والذهاب بالغلة "كأس الليبرتادوريس" من معقل مدريد الكروي. وفي هذا الميدان، الذي يجلد فيه المدريديون خصومهم، دفنوا أحلامهم في مقابر جماعية لفريق جُلُّه سيئ من المدرب إلى أصغر لاعب، وفُتِحت آفاقٌ جديدة للمنافسة على اللقب، ودهاليز تثير المخاوف والشكوك بتوديع البطولة مبكرًا إذا ما استمر التخاذل وانعدام الروح القتالية!
الهزيمة أمام سيسكا الروسي أمر مؤلم وموجع وغير قابل للهضم، ومدريد حامل اللقب في آخر ثلاث نسخ وما قبلها بقريب 2014، إذا كان هذا مردوده أمام سيسكا فماذا سيكون مصيره أمام الأشواك الأوروبية الأخرى التي تقف بالبلعوم أمامه مثل توتنهام، وليفربول، ومان يوناتيد، وشالكه، وأياكس وليون؟! المرحلة المقبلة شرسة والسيطرة كأسماء عظيمة، إنجليزيًا بأربعة مقاتلين "توتنهام، ليفربول، مان يوناتيد ومان سيتي" وألمانيًّا بثلاثة "شالكه، بايرن وبروسيا دورتموند"، إضافة إلى الفريقين التقليديين الإيطاليين روما ويوفنتوس، وفرنسيًّا "باريس، وليون"، وبرتغاليًّا "بورتو"، وهولنديًّا "أياكس"، إذًا كيف سيكون الحال ومدريد "يغامر" مع مدرب "يخاطر"، ويلعب بخط يشارك للمرة الأولى بأكمله، وفيه القليل من الخبرة، وهو خط الدفاع؟! رحم الله زمنًا كان فيه زيدان!
عندما نقف عند الخسارة من سيسكا موسكو، نعود إلى الوراء إلى خسارة إسبانيا من روسيا، وإخراجها لها من كأس العالم، فالنادي الروسي استفاد من درس بلاده لإسبانيا، والعكس صحيح مع مدريد، فطريقة لعب البلانكوس مع سولاري تشبه إلى حدٍّ كبير لعب الماتادور مع هييرو في مباراة روسيا وهم تقريبًا العناصر نفسها، بالذات ونحن نرى تضارب مدرستين كرويتين، إحداهما تعتمد على القوة البدنية والالتحامات القوية "الروسية"، بينما تعتمد الإسبانية على المساحات والاستحواذ! فكيف ستكون حلول سولاري/مدريد في الدور التالي، وهل سينجو من فضيحة كروية تاريخية، ومحاولة صيد جديدة "لو".. مع أن "لو" لن تفتح عمل الشيطان وحسب، بل وبابًا لخروج مدريد من البطولة!