|


أحمد الحامد⁩
أحاديث الطائر الأزرق
2018-12-20
أعجبتني مجموعة من التغريدات على تويتر، بعض التغريدات تقول ما بداخلك ولم تستطع قوله أو كتابته، تلك الكلمات التي إما تعزز رأيك أو تفتح ذهنك إلى ما لم تكن منتبهاً له أو تعرفه، سأبدأ بتغريدة لها علاقة بيوم اللغة العربية الذي لاقى تفاعلاً من المغردين.
أحدهم تساءل قائلاً: هل تعرف ما هو جمع "أخطبوط"؟، لكنه لم يذكر الإجابة التي لا أعرفها، وعن لغة الضاد غرد عبد الله محمد المقرن: حينما كنت طالباً في أمريكا قلت لأحد الأجانب، نحن لغتنا اسمها لغة الضاد؛ لأن لا أحد يستطيع نطق حرف الضاد غير العرب.. هل تستطيع أن تقول: ضاد؟ فقال: ضاد!، يبدو أن هذا التميز الذي اعتقدناه هو من مجموعة الأوهام التي وضعت في عقولنا منذ طفولتنا. عبد الله السعدون غرد تغريدة أرسلها درساً للقراء الشباب، مشكلة بعض الدروس المهمة أنها تأتي لبعض الطلبة الذين يعتقدون أنهم لا يحتاجون إلى أي درس. يقول عبدالله السعدون في تغريدته: "لو عدت شاباً لاستمتعت بوقتي أكثر دون الإضرار بصحتي، ولأبقيت سري لي وحدي، ولتسامحت مع كل من أساء إليّ، ولأمضيت وقتاً أكثر مع والدتي رحمها الله.
لا شك أنها تغريدة ثمينة، يبدو أنني أتجاوز مرحلة الشباب؛ لذلك شعرت بقيمتها، الأمير عبدالرحمن بن مساعد لديه ملايين المتابعين، لا أعرف كيف يدير حسابه مع كل هذا العدد الكبير، الأمير غرد تغريدة يبدو أنه كتبها وهو ممتعض من بعض الردود التي تصله على بعض تغريداته، غرد قائلاً: "بعض المتابعين سلمهم الله يريدونك أن تقول رأيهم لا رأيك"! وقلة من هذا البعض عندما يقررون متابعتك ويضغطون على خانة المتابعة يكاد يظهر لك في الإشعارات: قام "فلان" "بمعاقبتك" وليس بمتابعتك.
لا ألوم الأمير على تغريدته، مسألة تقبل الرأي تحتاج إلى أشخاص طبيعيين، وأن تجد دائماً هؤلاء الطبيعيين أمر غير طبيعي، بعض الناس يعيشون هذه الدنيا بمنظور "طيني" نسبة للمقولة: بعضهم ينظر إلى الطين في قاع البركة، وآخرون يتأملون زهرة اللوتس على سطح الماء.. يتعلق الأمر بخيار.
تويتر عرّفني قبل أيام على رجل ملهم، اسمه محمد سعد، شاب سعودي كفيف، يعيش حياته مثله مثل أي إنسان مبصر، يستخدم التقنية والتكنولوجيا بشكل مبهر، افتتح إذاعته الإلكترونية الخاصة، ويقدم دورات تعليمية للكفيفين في استخدام التقنية، استضفته في البرنامج، سألته كيف استطعت استخدام كل هذه التقنية في الوقت الذي لم أستطع أنا المبصر استخدامها رغم رغبتي في ذلك، قال لي: المسألة لا تتعلق بالرغبة، بل الحاجة.