|


بدر السعيد
توقفوا عن التشويه
2018-12-22
كم من الوقت والمال والجهد والاهتمام الذي تبذله الدول أو المنظمات الحكومية، بل ومنظمات القطاع الخاص في سبيل تحسين صورتها النمطية لدى الآخرين.. الصورة النمطية التي تختصر السؤال العام والشائع عنها.. سؤال المنطق الذي يقول "من أنت؟".. خبراء ومستشارون وخطط وبرامج ضخمة تصاغ وتنفذ وتتابع من أصحاب القرار؛ من أجل صناعة الصورة النمطية وتحسينها باستمرار والعمل على تطويرها.
وفي وطني يمثل القطاع الرياضي جانباً مهماً من حيث تنوع وتعدد أنماط التعامل مع الأجنبي باختلاف صفته ومهمته وجنسيته.. في رياضة وطني تواجد الأجنبي بيننا منذ عشرات السنين، استطاع سابقونا في البدايات من رسم أولى ملامح الصورة النمطية الجميلة خلالها في أذهانهم.. واستمر الحال حتى وصلت اللحظة إلى جيلنا الذي تمكن هو الآخر من تعزيز النظرة الإيجابية عن وطني كما يجب.. وكلنا شاهدنا وما زلنا نشاهد انعكاس تعاملنا الإيجابي تجاههم وما يحملونه من ود تجاه المدن أو الأندية أو الأفراد الذين تعاملوا معهم. تنتهي عقود عملهم معنا وتبقى عقود الوفاء والعرفان قائمة؛ فيتحولون معها تلقائياً إلى سفراء مهمين لنقل أجمل ما عندنا إلى العالم.
إلا أن المحزن في الأمر يكمن في كون كل هذ البذل في سبيل تحسين الصورة الذهنية، من خلال الرياضة قد تم تشويهه في بعض المناسبات والتعاملات للأسف.. وعلى سبيل المثال من منا ينسى عدد القضايا التي وصلت إلى FIFA أو تلك التي تم تصعيدها CAS وغيرها.
أما المقلق أكثر فهو أن تتحول رياضتنا إلى بيئة طاردة للأجنبي "المهني" الاحترافي.. ومصدر لتشويه الصورة النمطية الإيجابية التي يسعى إليها الجميع.. كيف لا ينتابنا القلق ونحن نشاهد أهم منتج رياضي لدينا كدوري المحترفين يتم تشويهه بقرارات وتعاملات أبعد ما تكون عن المهنية.. كيف لا نقلق ونحن نشاهد كمية التخبطات والاجتهادات التي يقودها اتحادنا الوطني لكرة القدم، حاملة معها الكثير من علامات التعجب والاستفهام معاً.
كم هو مؤسف أن نشاهد بأعيننا تشويه منتجنا الرياضي الوطني الأغلى والذي امتلأت مكوناته بالعديد من العناصر الأجنبية من طواقم فنية وطبية ولاعبين وغيرهم.. وكمثال "وليس الحصر" ترى كيف سيكون مظهرنا في عقول الأجانب وهم يشاهدون إقامة بطولة القارة تزامناً مع استمرار الدوري المحلي.. ستختلف الإجابات والمبررات بينهم لكنها حتماً ستكون إجابات في اتجاه تشويه صورتنا النمطية في أذهانهم..!!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..