|


فهد عافت
.. وتغريدة نبيل الحلفاوي!
2018-12-25
ـ يسألني: دليلك على أننا متأخرون في كرة القدم؟! وأرد: نريد الآن أن نصل إلى أن يعرف اللاعب مكان زميله، أن يحفظه حفظًا، دون حاجة النظر إليه، وهي مسألة تجاوزها اللاعب الأوروبي بشكل واضح، إنهم يعرفون الآن الأماكن التي سيكون فيها بقيّة زملائهم قبل ثانية أو ثانيتين، أو أكثر، من حلولهم في تلك الأماكن!.
هذا يعني أنهم يكادون يقيسون سرعة الكرة قبل أنْ يلمسها زميل أو منافس، وأنهم يقرؤون أفكار الآخرين، فيضيّقون الاحتمالات على الخصم ويوسّعونها على أنفسهم!.
ـ شهر كامل في البحر، قال إنه كان يُخرج رأسه فقط لالتقاط النّفس، صمت قليلًا ثم قال بحسرة جعلت من حرف الهاء ظلالًا ممتدة لكل حرف من حروف الكلمة: يكذبون!. وحين لم نفهم سبب الرحلة ولا الرابط بين الكلمات، سألناه، قال: يكذبون، شهر كامل في البحر، أبحث عن هذا الخير الذي يقولون إنهم يا ما فعلوه ورموه في البحر، لم أجد في البحر ما هو مرميّ من الإنسان ويمكن تسميته خيرًا!.
ـ أتفق، وتتشابه أفكاري مع أفكار السيدة بياتريث غونثالث، التي حين طلبت من الروائي أن يروي لها قصة، نبّهته: “لا يهمّني كم من الأشياء ستختلقها”!.
حين أقرأ قصة أو رواية، الحقيقة عندي هي الجمال والتدفق والأفق والبساطة، أمّا الكذب فهو فقط المُتكلّف والمُمِل ولا شيء آخر.. تقريبًا!.
ـ عن التعصّب الرياضي، والذي هو جزء من كرة القدم تحديدًا، جزء طيّب وناعم ومطلوب، ولم يكن خشنًا ولا مؤذيًا أبدًا قبل السوشال ميديا وعوالمها الافتراضية. كتب الفنان الكبير نبيل الحلفاوي تغريدة، اختصرت كل شيء، واضعًا إصبعه على الجرح مباشرة، ولعلها من المرّات القليلة التي يجتمع فيها الإبداع بالمُباشَرة خبط لصق!،..
ـ عن القبطان نبيل الحلفاوي، أنقل حرفيًّا: “كنا في زمن مضى نستمتع بالتراشق بين الأهلوية والزمالكويّة مهما كانت حدته أو درجة السخرية فيه. كان في معظمه بين أقارب أو أصدقاء أو زملاء دراسة أو عمل.
‏كان لنا إذن سقف من المحبة.. سقف القرابة أو الصداقة أو الزمالة.
‏وجاء عصر السوشال ميديا فأتاح التراشق بين غرباء بلا سقف يقيهم الكراهية”!.