|


أحمد الحامد⁩
عين النحلة
2018-12-27
للدكتور يوسف الحزيم مقال كتبه قبل سنوات، بعنوان الذبابة والنحلة، قال فيه بما معناه أن البشر ينظرون للحياة بنظرات مختلفة، منا من ينظر إليها بعين النحلة التي تبحث عن الورود وتقضي الكثير من وقتها بين روائحها الطيبة وألوانها المختلفة، وتنتج لنا عسلاً نافعاً.
وهناك أيضًا من البشر من ينظرون للحياة بعين الذبابة التي تبحث عن القاذورات لتعيش بينها، ولا تنتج إلا ما هو ضار، كان هذا مضمون المقال المهم، قرأت هذا المقال قبل سنوات، وكنت كلما رأيت شخصاً متفائلاً ومتسامحاً وودوداً قلت بأنه ينظر بعين النحلة، وكلما رأيت شخصاً محبطاً ناقماً لا يسعد بوجود النعمة بيد أحدهم قلت عنه بأنه ينظر بعين الذبابة، من المهم حقاً أن ينتبه الإنسان لدائرته التي تحيط به، ألا يقبل إلا بوجود الأشخاص الذين يرون الحياة بعين النحلة، ويرفض نهائياً أن يعطي من وقته واهتمامه للذين لا يقدمون له سوى قتل الطموح وسرقة روحه الجميلة واستبدالها بروح يائسة مُحبطة، عاطفياً قد نستبعد أن يكون الأشخاص القريبون منا هم من السلبيين دون الشعور بذلك، وقد يكون أقرب أقربائك من هذه الفئة المحبطة، بعض الأبناء المواهب كانوا ضحايا آبائهم الذين زرعوا الضعف في أبنائهم، الانتباه أمر حاسم للإنسان في حياته والمحيطين خصوصاً، الدائرة الضيقة التي يحيط الإنسان نفسه بها من أقارب أو أصدقاء يلعبون دوراً حاسماً في الكثير من قراراته أو في صناعة القرار أو في التوجهات، مَثلُ الطيور على أشكالها تقع مثل حقيقي، المشكلة إذا ما جمعتك الحياة بطيور لا تشبهك، هنا الانتباه مطلوب جداً لشكل هذه الطيور وفرزها، في الأسابيع الماضية استضفت مجموعة من الأسماء المبدعة، لاحظت أنهم كانوا أصحاب رأي، وأنهم أحاطوا أنفسهم بمن يشبهون توجهاتهم وإبداعاتهم فاكتسبوا منهم ما تنتجه النحلة لا ما ينتجه الذباب، العاطفة مطلوبة وهي قوة في أحوال كثيرة، لكنها يجب ألا تكون سبب ضعف الإنسان في بعض القرارات المصيرية في حياة الإنسان التي يعيشها مرة واحدة، الانتباه من التركيز، والتركيز يعطي نتيجة جيدة جداً، جميعنا نبحث عن هذه النتيجة التي تستوجب أن ننظر لمن حولنا ونكون قادرين على الفرز بين من يرى الحياة بعين النحلة، وبين من يراها بعين الذبابة.