|


بدر السعيد
المقود الأصعب
2018-12-29
بطل قصتنا هذا اليوم رجل مختلف.. ورياضي اعتاد على تحدي الزمن.. اعتاد أن يرسم لنفسه خطة مسير واضحة ودقيقة قبل أي انطلاقة.. في كل مرة يجلس فيها بطلنا خلف مقوده ويحكم إقفال خوذته بعد أن ارتدى زيه الجذاب والباعث للجدية والأناقة معاً.. الزي الذي اعتاد وعودنا أن يرسم خطوطه بالأخضر.
قبل كل انطلاقة اعتاد بطلنا أن يبدأ باسم الله متوكلاً عليه.. يحبس أنفاسه.. وتنتقل مشاعره بين شغف السرعة ومتعة القيادة وأهمية السلامة.. لعبته ليست قيادة السيارة بل تجاوز الزمن.. وهويته ليست عبور الطريق بل التوازن خلاله.
اسألوا حلبات “الفورمولا” وتحديات “الأوتو كروس” الشاملة في مفهومها والغامضة في تفاصيلها.. وستجدون اسمه بكل سهولة في عقول روادها قبل أن يحفره في سجلات أبطالها.. تشرفت بلقائه للمرة الأولى في بطولة “الأيرونمان” خارج المملكة.. ورغم قصر اللقاء إلا أنني تعجبت من ذلك الهدوء وتلك الشخصية التي تشكلت من بيئته الأسرية الراسخة وخبراته في إدارة الأعمال ودراسة العلوم السياسية، التي التقت جميعها في شخصيته الرياضية!
واليوم.. يواجه بطلنا ابن الخامسة والثلاثين ربيعاً تحديًا جديدًا.. وطريق أعتقد أنه الأصعب على مر تاريخه الرياضي الحافل بالمنعطفات الصعبة.. مهمته هذه المرة لن تكون تجاوز حاجز الزمن فحسب، بل في التغلب عليه وبجدارة.
اليوم.. يقف بطلنا خلف مقوده في مسار هو الأكثر صعوبة ووعورة ومخاطرة.. يقف ذلك الشاب الطموح خلف مقود الرياضة السعودية.. يمسك بمقوده بعد أن استعان بالله.. وحظي بثقة ولاة الأمر.. وبعد أن أدرك أهمية المرحلة بكل ما تحمله من طموحات ومصاعب.. وبكل ما تخفيه من أحلام ومطبات.. وبقدر ما تعنيه من قيمة وإضافة لتحقيق رؤية القائد محمد بن سلمان لوطن لا يرضى إلا بالقمة.
عبدالعزيز بن تركي الفيصل هو البطل المنتظر لقصتنا الوطنية الرياضية الواعدة.. ويكفي أن أقول إنه حفيد الفيصل ملك العروبة وسيّد السياسة.. والابن الثاني للرجل الخبير الحكيم تركي الفيصل.. ولأنه بشر مثلنا فإنه سيصيب ويخطئ.. ولأنه سيعمل فإنه سيكون معرَضًا لتقلبات ومتغيرات الحياة العملية المليئة بالإنجاز والإخفاق معاً.. لن أفرض محبته على أحد، لكنني سأفترض من كل من يحب رياضة وطنه أن يدعم هذا الرجل بالنصح والمشورة والهمة العالية التي ستعيد بحول الله صياغة رياضتنا؛ فقائدها هذه المرة “رياضي”.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..