|


أحمد الحامد⁩
ستتعلم عندما تتألم
2018-12-30
أغلب الناجحين المميزين اضطروا لصناعة نجاحهم، فغيّروا من واقعهم الذي وجدوا أنفسهم به رغمًا عنهم ومن دون اختيارهم.
وبالتالي غيّروا أسلوب حياتهم ومعناها، الاحتياج المُلِح يجعلك تصنع الحلول التي تصبح مميزة فيما بعد، تكتشفها رغمًا عنك لأنك بحاجة إليها، الوفرة من حواليك "والأمور ماشية" قد لا تكون في صالحك، مخدرة غير محفزة لاستنطاق التفكير وتحريك الطاقة، قد تكون هي أحد أسباب سكونك، ألتقي أحيانًا مع بعض الشباب الذين يجيدون الانتقاد للآخرين، وعندما أنظر إن كانت لديهم أي ميزات أو ما يقدمونه للتعريف عن أنفسهم فلا أجد شيئًا، حينها أعرف بأنه ليس هناك ما يغيّرهم نحو الأفضل، لم يكن هناك ما يجبرهم على تغيير أنفسهم، لا الحاجة ولا الطموح، لأن أمورهم "ماشية" من خلال وظيفة لا يجدون أنفسهم بها ولا يعملون من أجلها بتميز، ولا الوظيفة أيضًا ستفقدهم إذا ما غابوا عنها، أي شخص بديل سيكون كافيًا لأن يسد مكانهم، وعندما ألتقي مع بعض الشباب المميز والمنجز أرى أنهم أجبروا على تنفيذ وتحقيق منجزاتهم إما لأن طريقة تفكيرهم ورؤيتهم للحياة كانت بصورة منطقية أو لأنهم اضطروا مجبرين لتغيير واقعهم الصعب والمؤلم لما هو ذو قيمة ومعنى، الفقر أبشع ما يواجهه الإنسان، لكن الإنسان الحي هو من يعمل للابتعاد عنه قدر استطاعته، والحياة دون طموح لا دافع لها، والإنسان دون رؤية واضحة لا عيون له، الشخص الناجح يتحلى عادة بالأخلاق الرفيعة، مبتعدًا عن الجدل وتضييع الوقت، يعرف ماذا يريد وكيف ومتى، يعرف كيف يستمتع بمتع الحياة التي وهبها الله له، الناجح عاقل، وخلف نجاحه دائمًا محرك فعال منها العقل العاقل ومصنع لا يتوقف من إنتاج الطموح المنطقي، اليوم استضفت الشاب عبد الله الخريّف في برنامجي، عبد الله يترجم المقاطع الأجنبية للعربية، يختارها بعناية، تلك المقاطع المفيدة والإنسانية، لديه ملايين المتابعين، علّم نفسه اللغة الإنجليزية ذاتيًّا قبل أن يدرسها أكاديميًّا، من أبرز ما ذكره في حلقة اليوم: ستتعلم عندما تتألم، كان واضحًا بأنه استقل بنفسه ووقته ثم نفذ ما يريد بتعب "ألم" أعطى من يومه 12 ساعة حتى يتعلم، ثم جاءت فرصة تنفيذه لفكرة الترجمة للسوشال ميديا لأنه كان مستعدًا لتنفيذها، حتى عندما حقق النجاح والشهرة استخدم حساباته الشهيرة للدفاع عن وطنه عندما تعرض لحملات مغرضة، كان صوتًا مسموعًا ومؤثرًا.