|


لاعب المنتخب السعودي السابق يقلب صفحات التاريخ ويتحدث عن نهائيات سنغافورة

يحيى: فاجؤوني في باريس

حوار: علي الحدادي 2019.01.02 | 12:14 am

يُعدّ يحيى عامر أحد اللاعبين الذين صنعوا الإنجاز القاري في عام 1984م، وساهم في تحقيق لقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخ الرياضة السعودية، وكان يحيى عامر إحدى الركائز الأساسية في تشكيلة خليل الزياني، مدرب المنتخب السعودي، خلال تلك الفترة.
وأظهر يحيى حضوراً لافتاً في البطولة من خلال أدائه أدواراً فنية خفيّة لا يدركها سوى الفنيين، واستطاع أن يخطف الخانة على الرغم من وجود لاعبين بارزين، لهم أسماؤهم الكبيرة في تلك المرحلة، لكنه تمكن من سحب البساط منهم، ونال ثقة الزياني الذي كلفه بمهام مهمة في أرضية الملعب من خلال إيقاف المهاجمين وصانعي الألعاب، بعد أن كان لهم بالمرصاد.
وتمكن عامر في تلك البطولة من خطف قلوب الجماهير السعودية بعد عودته إلى أرض الوطن موشحاً بالذهب مع زملائه لأرض الوطن.
عامر حلّ ضيفاً على "الرياضية"، وتحدث عن ذكرياته
في تلك البطولة وتألقه برفقة زملائه.
01
كيف تم اختيارك للمنتخب السعودي؟
كنت في معسكر مع النادي الأهلي في البرازيل لموسم 1403ـ1404، وفي الأسبوع الأخير للمعسكر شعرت بتغير معاملة المدرب والإدارة، ما أدخلني في تساؤلات كثيرة على الرغم من أنني كنت أساسياً في كل المباريات الودية في المعسكر، وعند وصولنا إلى ريو دي جانيرو للعودة إلى السعودية بدأ زميلي خالد أبو راس يلمح لي بقوله هل تتمنى الانضمام إلى المنتخب؟ فأجبته، كل لاعب يتمنى الانضمام إلى المنتخب، لكن أنا آخر لاعب أفكر في هذا الموضوع، نظراً لعلاقتي غير الجيدة مع الإعلام في تلك الفترة، حيث كانوا دائماً ما يشنّون عليَّ حملات بسبب أدائي في المباريات.
02
خبر انضمامك إلى المنتخب.. كيف تلقيته؟
في الأساس لم أعرف خبر انضمامي إلى المنتخب إلا في باريس، وعند توقفنا في باريس وأثناء وجودنا في الفندق اتصل عليَّ غازي ناصر إداري الفريق “رحمة الله عليه”، وبالطبع رددت عليه بجفاء، نظراً لتعامله معي في آخر المعسكر. ذهبت إلى غرفته وقبل أن يتكلم معي، سألته ما سبب تغيّركم معي في آخر المعسكر، وهنا حدث الخبر السعيد، فرد عليَّ بقوله سبب تغيّرنا عليك مفرح وغير مفرح، المفرح فيه، أن في آخر أسبوع جاءنا اتصال من الأمير خالد بن عبد الله، وبلغنا انضمامك إلى المنتخب، وغير المفرح أن سانتانا مدرب الفريق كان معتمداً عليك في تشكيلة الفريق. وهنا عرفت تلميحات زميلي خالد أبو راس، وطبعاً كانت سعادتي لا توصف بعد سماع الخبر، وبصراحة لم أنم في تلك الليلة، وفي تلك الفترة كان النادي الأهلي لديه نظام مكافأة لكل من ينضم إلى المنتخبات السعودية وبعد وصولنا جدة، ذهبت إلى النادي في اليوم التالي، وسلموني مكافأة الانضمام إلى المنتخب.
03
متى التحقت بالمنتخب؟
التحقت في المعسكر في الجبيل، وبفضل من الله بعد التمرين الثاني استطعت أخذ مكان في الفريق الأساسي، على الرغم من وجود لاعبين أقوياء في مركز المحور، ومن أفضل اللاعبين في تلك الفترة عبادي الهذلول وهاشم سرور.
04
حدثني عن المباراة الأولى التي لعبتها مع المنتخب؟
كانت في ملعب الراكة في الخبر أمام فريق إنجليزي، ولله الحمد قدمت مباراة جيدة وكانت المفاجأة لي بعد المباراة، أن الصحفيين الذين كانوا ضد انضمامي إلى المنتخب هم من جاؤوا لأخذ تصريح وعمل مقابلات، فامتنعت، كانت ردة فعل عفوية بسبب الحملات الصحفية التي شُنّت عليّ في تلك الفترة.
05
ما أصعب مباراة في كأس أمم آسيا 1984؟
كانت هناك مباراتان صعبة، المباراة الأولى أمام كوريا الجنوبية، والثانية أمام إيران لما تحمله هذه المباراة من أمور خارج عن الرياضة، فأمام كوريا لعب الحظ ضدنا طول المباراة، لكن ابتسم لنا في آخر دقيقة بعد أن استطاع ماجد عبد الله من إدراك التعادل، أما أمام إيران فكانت المباراة قوية وأحرزنا التعادل في الدقيقة الأخيرة، وخضنا أشواطاً إضافية، وكنا مرهقين، لكن الحمد لله لم يضيع الله تعبنا وتأهلنا إلى النهائي.
06
كيف كان شعورك في المبارة الأولى أمام كوريا وأنتم مهزومون حتى آخر دقيقة؟
بصراحة كان الوضع صعباً كونها المباراة الأولى في النهائيات وتعدّ مفتاح استمرارنا أو تعثرنا في البطولة، لكن بفضل الله ثم بتماسك اللاعبين وتوجيهات المدرب وفقنا بتسجيل هدف التعادل في آخر دقائق المباراة.
07
هل هناك تخوف عند مواجهة الكويت القوي في تلك الفترة؟
مباراة الكويت لم يكن هناك خوف، لكن كان هناك حرص عال من لاعبي المنتخب، نظراً لنتيجة مباراة المنتخب مع الكويت المؤهلة إلى أولمبياد لوس أنجليس التي كسبها الأخضر السعودي بنتيجة كبيرة، وكنا نعلم أن الكويتيين سيلعبون لتعويض خسارتهم السابقة، لذا كنا حريصين أكثر لتأكيد تفوق منتخبنا.
08
لعبتم مباراة صعبة أمام إيران وكاد المنتخب يودع البطولة.. هل كنتم واثقين من إحراز التعادل؟
مباراة إيران كانت صعبة، وصعوبتها تكمن في أن الإيرانيين يعدون المباراة لهم ليس مباراة كرة قدم فقط نظراً للأوضاع الحاصلة بيننا وبينهم في تلك الفترة وكذلك شعاراتهم التي دخلوا بها المباراة هنا كانت صعوبتها، وبفضل الله هدف التعادل لنا كان في وقت قاتل لهم ومن تم وفقنا ربنا في الضربات الترجيحية.
09
كيف كان الاستعداد للنهائي؟
الاستعداد كان في أوجه، وخاصة أنها البطولة الأولى التي يصل المنتخب فيها النهائي، ويحظى بدعم ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ـ رحمه الله ـ والأمير فيصل ـ رحمه الله ـ، وكان الدكتور صالح بن ناصر ينقل توجيهاتهم للاعبين.
10
ما أبرز موقف لا يزال عالقاً في ذهنك؟
المواقف كثيرة منها ما هو مع الزملاء في المنتخب، ومنها ما هو مع بعض اللاعبين في المنتخبات الأخرى، لكن العالق في الذاكرة موقف مع فيصل الدخيل اللاعب الكويتي في مباراتنا مع الكويت، حيث كلفني خليل الزياني مدربنا بالضغط عليه وعدم إتاحة الفرصة له في ملعبنا، وللعلم كنت من المعجبين جداً بمستوى فيصل الدخيل، ولله الحمد وُفّقت في كثير من الكرات في مضايقته، وفي إحداها قال لي: “يا معود انت ما تبي تلعب كورة فكني”.
11
كيف تصف شعورك أثناء دخولك المباراة النهائية أمام الصين؟
وصولنا للمباراة النهائية أمام الصين بحد ذاته كان إنجازاً لنا في تلك الفترة، نظراً لأن المتفائلين من متابعي الكورة السعودية لم يتوقعوا وصولنا لهذا النهائي.
12
لماذا كنت غاضباً بعد هدف ماجد عبد الله؟
لم يكن غضبًا، بل كان حرصاً كبيراً، لأن الذي لا يعلمه الجمهور والمتابعون بعد تسجيلنا الهدف الثاني، بدأ الكابتن صالح النعيمة يصرخ لنا ويذكرنا بنتيجة مباراة سابقة للمنتخب السعودي أمام الصين في ماليزيا حيث تقدم المنتخب السعودي بهدفين ثم قلبها المنتخب الصيني على الرغم من أنني لم أكن مشاركاً في تلك المباراة، لكن كلام النعيمة كان محفزاً لي، وهذا ما ظهر عليّ في اللقطة بعد الهدف في المباراة.
13
هل توقعت أن يسجل ماجد هذا الهدف التاريخي؟
لنكن واقعيين كل لاعبي المنتخب لا يوجد فيهم أي قصور كان في كل مباراة من يسجل لنا أو يبدأ في التسجيل هو ماجد عبد الله، أما هدفه التاريخي فماجد عبد الله يُعدّ من اللاعبين القليلين الذين يلعبون بجسمهم، أي يحرك الجزء الأعلى من جسمه وهو يجري بالكرة، وهذا الأسلوب يصعب مهمة المدافعين وهو ما سمح له بتسجيل الهدف التاريخي، وللعلم ماجد عبد الله سجل أهدافاً كثيرة بهذه الإمكانية الفطرية.
14
كيف كان شعورك بعد أن أطلق الحكم صافرته معلناً أنكم أبطال آسيا؟
شعور لا يوصف، اعتزاز وفخر ممزوج بهستريا، لأنها البطولة الأولى باسم المملكة العربية السعودية منذ تأسيس اتحاد كرة القدم السعودي وأنا مشارك في هذا الإنجاز ولله الحمد.
15
ما الأشياء الجميلة التي تعتز بها خلال
تلك البطولة؟
من أكثر الأشياء التي أعتز بها ما كتبته الصحافة السنغافورية في صحفها، فلقبتني بكاسحة الألغام السعودية، وكذلك اللقب اللي أطلقه علي خالد الحربان شيخ المعلقين، الولد الشقي في مباراتنا مع الكويت نظير مضايقتي للاعب فيصل الدخيل.
16
كيف تصف شعوركم أثناء العودة
إلى الرياض بكأس آسيا؟
العودة إلى الرياض ومع فرحة الكأس اضطر قائد الطائرة بعد الإقلاع إلى العودة إلى مطار سنغافورة نظراً لخلل حدث في رافع كفرات الطائرة، وفي تلك الأثناء انتابنا شعور الخوف، لكن القائد كان متمكناً وهبطنا بسلام، واضطررنا للبقاء في سنغافورة يوما آخر، وفي اليوم التالي أقلعنا للسعودية وعند وصولنا كان هناك استقبال كبير، وكان في مقدمتهم الأمير فيصل بن فهد والأمراء، وعند خروجنا من المطار بالحافلة، كانت المفاجأة من الجماهير السعودية التي امتلأت جوانب الطرق بهم، ومن ثم استقبال الجماهير في ملعب الملز شيء لا يوصف.