|


بدر السعيد
قبل آسيا بساعات
2019-01-05
أكتب هذا المقال قبل ساعات تفصلنا عن انطلاقة الحدث الكروي الأهم والأقوى على مستوى القارة، وقبل يومين من مشوار الأخضر في البطولة.. الأخضر الذي جعل آسيا تقف احتراماً له ولإنجازاته.
الأخضر الذي أمضى ستة عشر عاماً وهو في موعد ثابت مع نهائي القارة، نال خلالها ثلاثة ألقاب ووصافتين جعلته سيداً لآسيا طيلة ذلك الزمن الجميل، قبل أن يغيب هذا الأخضر ويختفي خلف عبث الإعداد وارتجالية التحفيز وغياب القدرة الميدانية.. عدا مشاركته المميزة عام 2007 التي وصل خلالها إلى النهائي، والتي سرعان ما تبخر جيلها للأسف لنعود بعدها في دوامات الغياب وتبعاته المحبطة.
هذه المرة تحضر البطولة الأقوى وسط أجواء رياضية محلية مقلقة.. يتجه أخضرنا إلى آسيا وخلفه جمهور وإعلام منقسم على نفسه ومنشغل بتفاصيل مسابقاته المحلية وتبعاتها، وهو الأمر المتوقع في ظل توجهات اتحادنا الوطني الموقر الذي فضل استمرار مسابقاته بالتزامن مع مشاركة منتخب الوطن في المناسبة الأهم قارياً.
اتجه الأخضر للإمارات هذه المرة والحيرة تلف مشاركته.. والغموض يسود بوصلته التي عجزنا عن فهم اتجاهها.. فهل ذهبنا من أجل البطولة أم من أجل مشاركة مشرفة، أم من أجل بناء جيل كروي جديد.. أم أن ذهابنا مجرد التزام دولي تجاه روزنامة البطولات.
اتجه أخضرنا إلى هناك، بينما بقيت عقول وأفئدة إعلامه وجماهيره طوال الأسبوعين الماضي والجاري منشغلة عنه بالطرح الكروي المحلي بشكل لا يوحي إطلاقاً إلى قرب بطولة الأمم.. وبمرور سريع على انطباعات وردور المشجعين في “تويتر”، ستكشف لك الواقع الذي لا يمكن أن نحجبه بغربال العمليات التجميلية والمحاولات الحثيثة لإعادة بوصلة تفكير المشجع البسيط.. وعلى الرغم من رفضي “القاطع” للردود التي تتمنى خسارة المنتخب وتعارضها مع مبدأ المواطنة ودعم الوطن، إلا أنني أدرك يقيناً أنه كان بإمكان أصحاب القرار في اتحادنا الكروي الموقر، أن يوقفوا تلك الفرضية من الأساس ليتفرغوا ويتفرغ معهم مدرج الوطن بكافة أطيافه لدعم الأخضر الذي طال اشتياقنا لرؤيته سيداً لآسيا كما كان.
أتمنى أن تكون عودتي للحديث عن آسيا عودة فرح وانتصار.. ولأنه منتخبنا كلنا فإننا لن نعاقبه بالخذلان بسبب تخبطاتكم في إدارة العمل.. ولأنه الوطن فإننا سنتجاوز فعلتكم مؤقتاً لحين انتهاء المشاركة.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..