|


أحمد الحامد⁩
خط جديد
2019-01-12
قدر أي مبدع يبتكر خطاً جديداً في أي مجال من مجالات الحياة، هو أن يجابه الرفض الأعمى من العامة أو ممن يقودون تيار العامة.
كل ما على هذا المبدع هو الاستمرار، وبعد تحقيق النجاح عليه أن يكون عطوفاً على كل من رفضه رفضاً باتاً، وحتى للذين شتموه وعاشوا فترة من الزمن على التقليل من شأنه، نسبة مرتفعة من الناس بسطاء في تفكيرهم، بعضهم بلا شخصية، وبعضهم عقولهم لا تفكر، تعيش بعقلها اللاواعي الذي خزنت به أفكاراً رتيبة تم تلقينها لهم، ترفض كل ما هو جديد وتقبله إذا ما صار أمراً واقعاً، ثم تعمل على الإشادة به وهكذا، تم رفض العندليب حليم في بداياته، قال عنه عشاق عبدالوهاب إنه لا يعرف كيف وماذا يُغَني، تم شتمه من قبل الذين بكوا عليه كثيراً عندما رحل، نفسه عبدالوهاب قيل عنه إنه لا ينتمي للفن الأصيل، قالها بعض عشاق سيد درويش، هل رحب الوسط الأدبي القديم بالسيّاب مثلاً؟ عبقرية ماكدونالد لم تكن في جودة طعامه، بل في سرعة تحضيره، كان بعض الزبائن يرفضون استلام وجباتهم ليس لأنها تأخرت، بل لعدم تصديقهم سرعة تحضير الوجبة، وظنوا أنها وجبات قديمة ومحضرة منذ ساعات وليست طازجة، الخط الجديد يرحب به الأذكياء الذين يحترمون كل من يبتكر تصرفاً مدهشاً يصنع روحاً جديدة غير معتادة، شخصيات المبدعين عادة حرة وشجاعة وتفعل ما لا يتجرأ أن يفعله غيرهم، تفكر حتى تميز نفسها وحتى توجد لنفسها قيمتها، وحتى تشعر بأن هناك ما يستحق أن تتحمس من أجله عندما تستيقظ كل صباح، همسة أقولها لكل مبدع ما زال في طريقه نحو النجاح، لا عليك من الانتقادات، جميعهم لا عمل لديهم ولا جديد عندهم، لو كانوا عكس ذلك لما وجدوا الوقت الكافي للتحبيط من عزمك ولإسقاطك، لن تنجح إن لم تكن أهلاً لذلك، نجاح أفكارك وإبداعاتك يحتاج إلى توازن مع شخصيتك، أن تكون قوياً وأن تعرف تماماً بأنك مختلف ومتميز، كما أرجو أن تتأكد بأن العظماء عانوا ما ستعانيه أنت في طريقك، من المقربين منك أولاً، ومن الناس العامة ثانياً، تأكد بأنك تعرف ما تفعل وهم يجهلون ذلك، فلا تحاسبهم على جهلهم ولا تتأثر به.
ما تفعله هو ما يفعله القادة الذين يبادرون ويصنعون التغيير والتجديد، لو أن كل الناس كانوا بتفكيرك وهمتك لكانت حياتهم أفضل وتأثيرهم أكثر، لكنها الحياة والناس فيها من يعمل حتى يقدم، ومنها من ينتظر حتى يستقبل، وهذا هو الفرق.