|


إبراهيم بكري
متى ينقرض العويس؟
2019-01-17
فرنك براون يقول:
"إن الشخص المبدع هو الذي لا يجد الراحة أو الهدوء أو السكينة في هذا الوضع الجامد، ولا يحب أن يقف في مكانه متفرجًا فقط، بل يحب التطور والإبداع".
اللاعب الموهوب في كرة القدم عملة نادرة، الموهبة حتى تتطور تحتاج إلى الفرصة من نثر إبداعها على المستطيل الأخضر.
المقبرة الحقيقية في كرة القدم التي يدفن تحتها المواهب هي دكة الاحتياط هذه الكراسي الجامدة لا تختلف عن صندوق التابوت الذي يسكن تحت التراب.
ونحن اليوم في الكرة السعودية نعاني من ولادة اللاعب الموهوب. يعتبر قرار الثمانية الأجانب في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين المهدد الأكبر لاكتشاف مواهب جديدة، في ظل فرصة مشاركة اللاعب المحلي المحدودة، في ظل حرص الأندية على التعاقد مع اللاعب الأجنبي، ليحتل التشكيلة الأساسية على حساب اللاعب السعودي.
نستطيع اليوم مشاهدة معاناة المنتخب السعودي من غياب المهاجم الصريح الهداف، والسبب أن جميع الأندية تعتمد على المهاجم الأجنبي وأصبح اللاعب السعودي أسيراً في دكة الاحتياط.
وكأن المهاجم السعودي انقرض، لم يعد له قلب ينبض في جسد رياضتنا مثل الطيور المهاجرة التي لا تملك أرضًا تعيش فيها.
استمرار الوضع الراهن دون أدنى شك في المستقبل، سوف يضر الكرة السعودية بشكل كبير؛ ما يهدد حضورها في المحافل القارية والدولية.

لا يبقى إلا أن أقول:
لن يكون انقراض المهاجم السعودي هو الضرر الوحيد في رياضتنا، المؤشرات الحالية بسبب استعانة النسبة العظمى من الأندية في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين بالحارس الأجنبي على حساب حامي العرين السعودي، سوف نعاني في السنوات القادمة من غياب الحارس السعودي الموهوب، والجميع يدرك اليوم لا حارس مرمى في الرياضة السعودية غير محمد العويس لاعب النادي الأهلي وحامي عرين المنتخب السعودي.
محمد العويس يقدم مستويات مبهرة في البطولة الآسيوية الحالية في الإمارات، لكن في ظل غياب المنافسة سوف ينخفض مستواه تدريجياً حتى نصبح نعاني في حراسة المرمى كما نعاني اليوم في مركز الهجوم.

قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
متى ينقرض حارس المرمى السعودي في رياضتنا؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..