|


أحمد الحامد⁩
زميلي أديسون
2019-01-19
قال أحد الصحفيين الأمريكيين واصفاً غزارة إنجازات أديسون: "إنه يرمي المخترعات من كم قميصه"!! وأضاف بأن أديسون سألني عن رأيي في المصابيح الجديدة فقلت له: إنها رائعة لكنني لا أستطيع أن أشعل سيجارتي بواحد منها، بعدها بيومين جاءني أديسون مخترعاً القداحة "الولاعة" الكهربائية لإشعال السجائر.
أديسون الذي ولد عام 1847 واجه في طفولته مصاعب كثيرة، شأنه شأن كل الأطفال النابغين الذين لا يحظون بتعليم متفوق، لكن الذي نفع أديسون والبشرية أن مستوى عقله كان متجاوزاً ظروفه، وقد قال في مذكراته: كرهت المدرسة لأن المعلمين كانوا يلقّنون التلاميذ العلوم تلقيناً، ولا يسمحون لهم حتى برواية المعلومات على طريقتهم، ويحرمونهم من أبسط حقوقهم وعن التعبير عن ما بداخلهم.
لم يعلم أديسون بأن طريقة التعليم تلك ستستمر إلى أكثر من مئة عام حتى وصلت إلينا، أشعر أنني أستطيع القول بأن أديسون زميلي، ليس في الاكتشافات والاختراعات، بل في تشابه أسلوب التعليم الذي حصلنا عليه سوياً، من الفوارق بيننا أنني كنت أتخيل بأن أصبح لاعب كرة قدم شهيرًا، ومع كل المحاولات والتنقلات بين الملاعب في الحارات مرت من فوقي آلاف الطيور وهي تحلق عالياً ولم يدر في ذهني السؤال القائل: كيف استطاعت أن تطير الطيور؟ سأل أديسون نفسه هذا السؤال: لماذا تطير الطيور وأنا لا أطير، العجيب أنه فكر في السؤال والإجابة وهو ابن 7 سنوات!! اليوم ننظر إلى أديسون نظرة تدين له بالفضل الكبير، لكننا قد لا نعلم بأنه عانى من أجل أبحاثه ما عاناه منذ طفولته، وعوقب عقاباً شديداً من والده بسبب النتائج الكارثية من هذه الأبحاث التي كان يجريها في بيته وعلى أصدقائه الأطفال، لكن أشدها تلك التي كان يبحث بها عن إجابة.. عندما قام بإشعال النار في مخزن الحبوب العائد لأبيه، فعل ذلك ليحصل على إجابة واحدة، ماذا سيحصل للحبوب عندما تحترق، نال عقابه من والده بالضرب أمام سكان القرية، لم يكن والده يعلم بأنه يضرب أكبر مخترع في العالم، لم يقرأ والد أديسون مواهب ولده العبقرية، كان يدين بالفضل لوالدته، لم تساعده علمياً، لكنها احتوته عاطفياً ودافعت عنه كثيراً رغم تصرفاته التي اعتبرها والده جنونية.