|


بدر السعيد
شريفة في المجلس
2019-01-19
“تشور بان شيش.. إيراني كهرمان.. يي دوو سي.. إيران.. إيران.. إيران”.. لم تكن هذه المفردات في ساحات أصفهان.. ولم تكن مقطعاً عبر قناة العالم.. ولم تكن صيحة في مدرجات بيروزي.
كانت هذه الكلمات جزءًا من العبارات التي أطلقها ضيف إيراني خلال البرنامج الرياضي القطري الشهير “المجلس”.. وفي الواقع لم نعد نعرف من هو “الضيف” ومن هو “المعزب” في بلد ضاعت فيه بوصلة الانتماء وذابت فيه شخصية المواطن، في ظل قيادة باعت كل ما سبق تحقيقاً لرغبات أشخاص يديرون بلادهم على طريقة العصابة وأساليب البلطجة.. لتتخطفهم طرابيش الترك وتحيط بهم عمامات الملالي.. وحين أقول البلد فأنا لا أقصد الشعب بسوء لا من قريب ولا من بعيد، بعد أن بات مغلوباً على أمره وهو يشاهد قيادته وقد منحت كامل الحرية لمراهقي السياسة، ليعبثوا بوطن عربي نكن لشعبه كل الاحترام والتقدير..
نعود للاستديو لنستكمل المقطع حين يرتفع حماس ذلك الإيراني وتزداد ثقته بنفسه مجدداً، ليقف على قدميه رافعاً ذراعيه وصوته في آن واحد، مردداً “إيران كهرمان ميشي.. إيران.. إيران.. إيران”.. فيعتلي بعدها التكبير وبصوت عالٍ على لسان العراقي يونس محمود، وقد وقف رافعاً ذراعيه للأعلى وكأنه المنتصر في حربه..!!
أعيد المقطع مرة واثنتين وثلاثًا؛ فتزداد لدي علامات التعجب وحالة الذهول والشفقة معاً.. فلو كان السيستاني هو معد الحلقة لما أظهرها بهذا الثوب الفارسي الخالص.. ولو أوكل لقاسم سليماني اختيار أفضل أسلوب للظهور في الرياضة العربية لعجز تفكيره عن صياغة ذلك المشهد المقزز..!!
ذلك للأسف هو الحال الذي وصلت إليه قطر في شتى مناحي الحياة وهي التي تدَعي يوماً بعد يوم أمام العالم بأنها تتمسك بحقها القائم في حرية القرار واستقلاليته، رافضة أن تكون تابعة لأحد..!!
وحتى أكون أكثر واقعية مع ما يحصل، فإن تلك الصيحات الفارسية في المجلس ما هي إلى نتاج طبيعي وتبعات متوقعة لعصابة أقسم وزير الشؤون الخارجية فيها بأن “إيران دولة شريفة” في كلمته “الوضيعة” التي اجترها تحت قبة جامعة الدول العربية.. فإذا كانت تلك لغتهم على مستوى السياسة الخارجية المعلنة، إذن فلا عجب أن يحضر صوت وصيحات شريفة في “المجلس” هذه المرة..!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن ..