|


أحمد الحامد⁩
أسلوب حياتك
2019-01-26
بالأمس خرجت في رحلة قصيرة إلى خارج المدينة، اخترت أحد الأصدقاء الذين يتعاملون مع الضحك والنكات كما يتعامل جسم الإنسان مع الهواء.
هذا الصديق لا يهتم بالأرقام، ورغم أنه يعيش في المدينة إلا أنه لم يتدخل في كواليسها؛ لأنه رفض العناوين الرئيسة منذ البداية، ورفضه هذا أوصاه بعدة أمور مهمة، هي: لا تستدن من بنك أو أفراد، تكيّف مع إمكانياتك، تزوج من تقبل بك على هذا الوضع، لا تعمل بما لا تعرفه، أنت من تقود نفسك وليست الإعلانات التجارية ولا قصص الخيال التجارية التي تودي بك إلى حياة الديون التي لا تنتهي، هذا الصديق الذي يضحك بصورة مضحكة لا يعرف ضغوط الحياة التي صنعناها لأنفسنا، يقول بأنه عندما أراد أن يتزوج قال لأهل خطيبته بأن حفل الزواج سيكون عبارة عن دعوة للمقريبين مع وجبة عشاء بسيطة، لا ديون لتوفير المهر وتكاليف الزواج وشهر العسل، ومن يقبل به كزوج عليه أن يقبل بوضعه الشخصي وأسلوب حياته، من هنا أدار هذا الصديق الظروف المريحة لأسلوب حياته، لا ضغوطات غير ضغوطات الحياة الطبيعية التي يستطيع أن يتعامل معها الإنسان ببساطة، لا خوف من مطالبات مالية تصنع منك إنسانًا لا تملك وقتك ولا راحتك ولا ضحكة صديقي الحكيم، كنت ومازلت مؤمناً أن الإنسان هو سيد نفسه، ومن يفقد سيادته على نفسه فهو يعطيها لمن سيسوده ويقوده، سواء كان بنكاً أو وهماً، عشت في مدينة دبي سنوات طويلة، ورغم جمال هذه المدينة إلا أنني في الحقيقة لم أستمتع بها كما يجب، لا أذكر أنني استرخيت على شواطئها إلا نادراً، ولا حضرت معارضها المتنوعة إلا نادراً، ولا قضيت وقتاً كافياً مع أسرتي، مازلت أذكر الأيام الطويلة التي كنت أعمل بها.. من شدة العمل والسفر كنت في فوضى من الأفكار اللاواقعية واللامدروسة، كنت مختطفاً بقبول وموافقة مني، لا شك بأنني احتجت لمدة طويلة حتى خرجت من تلك المرحلة التي كانت على حساب السنين وعلى حساب أسلوب حياتي الذي فرضته على أسرتي أيضاً، كتبت هذه الكلمات على أمل أن يستفيد منها أحد ما، وأن يعيش حياته بأسلوبه وباختياره دون ضغوط لا معنى ولا ضرورة لها.