|


د. حافظ المدلج
صناعة السفراء
2019-01-29
مثلما يخاطب قائد المكوك الفضائي قاعدة الإطلاق في “هيوستن” بالجملة التي أصبحت مثلاً: “Huston we have a problem” أخاطب صنّاع القرار الرياضي قائلاً: “الرياض لدينا مشكلة”، مشكلتنا باختصار تتمثل في “كثرة التغيير” لدرجة يستحيل معها صناعة كوادر رياضية متمرسة في العمل الدولي وقادرة على تسنم المناصب القيادية في الاتحادات القارية والدولية، دون “استدامة” وصبر وتمكين لن تتمكن الرياضة السعودية من “صناعة السفراء”.
في تاريخ الرياضة السعودية الطويل ومشاركاتها في معظم الألعاب ودعمها للكثير من الدول لم يصل إلا سعودي واحد لمنصب رئيس اتحاد قاري، وأعني بذلك “د. صالح بن ناصر” الذي وصل بعد أن عمل لثلاثة عقود في المجال الرياضيk وكان يحصل على الدعم اللوجستي دائماً لأنه كان أحد القادة الإداريين في المنظومة المحلية، فقد انضم إلى “الرئاسة العامة لرعاية الشباب” عام 1403هـ وبقي فيها قريباً من الرئيس حتى فاز برئاسة الاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة عام1433هـ، ولكننا بالتأكيد لا نحتاج ثلاثين عاماً من أجل “صناعة السفراء”.
تأملوا الدول الآسيوية الأصغر حجماً والأقل قدرة تملك العديد من رؤساء الاتحادات الآسيوية والدولية على مر التاريخ الحديث، بينما تكتفي الدولة السعودية العظمى بمقاعد الصف الثاني أحياناً والثالث في أغلب الأحيان، والسبب يتلخص في عدم وجود رؤية ترسم خارطة الطريق لتمكين القيادات الإدارية السعودية من الصعود لقمم الأهرام الإدارية بالاتحادات القارية والدولية، فإذا بدأ نجم سعودي بالسطوع تغيّر الاتحاد المحلي فتغير معه ممثلنا الخارجي وجاء ممثل جديد ليبدأ من الصفر فأصبح من المستحيل أن ننجح في “صناعة السفراء”.
“أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً”؛ فالأوان لم يفت بعد على وضع استراتيجية واضحة لا تخضع للمزاج والأهواء، بل تعتمد على المعايير الدقيقة في اختيار “السفراء” وتمكينهم ودعمهم واستدامتهم ليصلوا للمناصب القيادية في سن أصغر بكثير من الدكتور “صالح” أمد الله في عمره، وأملي كبير بأن تتبنى القيادة الرياضية مشروع “صناعة السفراء”.

تغريدة tweet:
ياسر المسحل وسامي الجابر وعصام السحيباني وأحمد العصيمي وشاكر الذيابي وآخرون أثبتوا قدرتهم على تحمل مشقة العمل الدولي وإتقانهم للعلاقات الدولية وشغفهم بالإدارة الرياضية، يحتاجون قيادة رياضية تدعمهم وتمكنهم من الاستمرار ليصبحوا سفراء مفوضين فوق العادة، وعلى منصات الاستدامة والتمكين نلتقي.