|


سعد المهدي
الدوري بين صراعين
2019-01-30
التنافس على اللقب نظرياً انحصر بعد الجولة السابعة عشرة في الهلال "40 نقطة" و"النصر 37 نقطة" لكنهما عملياً يلقيان مطاردة من طرفي "الشباب 33 نقطة" و"الأهلي 30 نقطة" قد تسقط أحدهما وهي مسألة صعبة لكنها ليست بالمستحيلة لذا ستكون المواجهات المباشرة بينها حاسمة.
فارق النقاط وحده، ليس ما يجعل الترشيحات تذهب إلى الهلال والنصر، لكن حالة الاستعداد والتهيؤ لإكمال السباق، جعلت منهما فرسي الرهان، ولن يكون تتويج أحدهما خلاف المنطق الكروي، فهما الأكثر حضوراً فنياً، والأبرز عناصرياً، خلال الجولات الماضية، وربما سيكونان أكثر قوة بقية الموسم نظير استقطابات "شتوية" محلية وخارجية.
الشباب استفاق في النصف الثاني من القسم الأول، ولحق بعربة التنافس الرباعية، والأهلي لم يثبت على حال "واحد" فنياً، كذلك مستوى النتائج أيضاً، وهما يعولان على تعثر مؤثر للهلال والنصر، مع انطلاقة سهلة لهما، اعتباراً من الجولة المقبلة، حين يواجه الشباب الرائد، ويلتقي الأهلي بالباطن لأن النصر سيواجه مباراة صعبة أمام التعاون فيما يلتقي الهلال الفتح في مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات.
مباريات الجولة المقبلة، وما يليها، أهميتها أنها تمهد لمواجهة الأهلي والنصر في جدة "الجولة 20"، وهي أولى المواجهات المباشرة، الحاسمة بين من يطاردون اللقب، أما الجولة الأكثر حسماً، فهي الخامسة والعشرون، إذ سيتواجه النصر والهلال، قبلها سيكون النصر لعب أمام الوحدة والهلال التقى أحد في الجولة الأربع والعشرين ما يعني حينها أن أمر إنهاء الصراع قد بات شبه مؤكد.
دور الأندية الأخرى، بغض النظر عن موقعها من الترتيب وأهمية ذلك بالنسبة لها من عدمها، سيكون مؤثراً في عرقلة المتنافسين المباشرين، وغير المباشرين على اللقب، ومن الطبيعي أن تخدم طرفاً وتضر بآخر، فهذه طبيعة منافسات الدوري، واختلافها عن مسابقات الكؤوس، إذ خروج المغلوب، سر من أسرار اعتبار الدوري القياس الصحيح، لفارق القدرات، والإمكانات بين الأندية المشاركة، في منافساته.
الصراع الأقوى يحب أن يخوضه اتحاد الكرة لاستمرار قوة المنافسة في هذه النسخة من الدوري، إذ بات يخشى من ارتخاء قبضة اتحاد الكرة، على مفاصل المسابقة، وعدم تماس رابطة المحترفين مع أحداثها، ومن الواجب التنبيه على كل الأطراف، أن يتذكروا أن الدوري مسؤولية الجميع.