|


د.تركي العواد
الاتحاد سيعود بالهدوء
2019-01-30
بحسابات البقاء والهبوط.. وحسابات ما مضى وما تبقَّى.. مهمة الاستمرار في دوري المحترفين أصبحت صعبة جدًّا. عشر نقاط فقط جمعها من أصل 51.. لا تبدو الأمور مبشِّرة.. كل الأرقام تشير إلى الهبوط، إلا رقمٌ واحد يلوح من بعيد.. 46 ألفًا في الجوهرة أمام الشباب شيءٌ محير، لكنه ملهم.. فالحب بين الاتحاد وجماهيره غير مشروط. يفوز أو لا يفوز لن تتوقف الجماهير عن الحضور.
مرَّ الاتحاد بأصعب مرحلة في تاريخه عندما لعب 15 مباراة دون فوز. ضرب نفسيًّا بشكل قاس حتى يأسنا من فوز العميد. أصبح على حافة الهبوط بعد أن ختم الموسم الماضي بأغلى الكؤوس. بدأت بوادر تحسُّن تظهر على الفريق عندما لعب خمس مباريات متتالية بلا هزيمة. الآن دخل الاتحاد مرحلةً من بناء الثقة في النفس، ستجعل أمل البقاء يكبر مع الوقت. صحيح أن التعادل غير مرضٍ للجماهير التي حضرت، لكنَّ الواقع فرض على بيليتش التحفُّظ والقناعة بالتعادل مع فريق متطور، ينافس بشكل قوي على مركز متقدم.
واقعية بيليتش جعلته لا يجازف ولا يندفع للهجوم في آخر المباراة، فالمدرب الخبير يعرف أن المخاطرة يمكن أن تكلف الفريق هزيمة جديدة قد تجعله ينتكس ثم لا يعود. التعادل إيجابي من الجانب المعنوي الذي يحتاج إليه الاتحاد أكثر من الجانب الفني في هذه المرحلة.
حتى فنيًّا، تحسَّن الاتحاد بشكل واضح. رومارينهو بدأ يدخل جو الفريق. أتوقَّع أن يخدم الاتحاد كثيرًا خلال المباريات المتبقية. عبد العزيز البيشي، كان إضافة في المباراة، وجعل الخطورة تتوزَّع بين اليسار واليمين. إذا ما شارك مع فهد المولد والمهاجم الصربي بريجوفيتش، ورومارينهو، فإن الفريق سيكون خطيرًا على كل الخصوم.
إذا ما أراد الاتحاديون البقاء فعليهم التحلي بالصبر، واللعب بحذر في كل مباراة، وعدم الاندفاع غير المبرَّر، فالاستعجال سيكون خصم الاتحاد اللدود خلال المباريات المقبلة. الهدوء كلمة المرور التي يحتاجها الاتحاد لتخطي هذه الأيام الصعبة. انفعال اللاعبين والجماهير، سيضع الفريق تحت الضغط وفي النهاية سيكون مصيره الهبوط.
39 نقطة في الملعب لم يحن وقت الحياة والموت والعمليات البطولية والانتحارية غير المبرَّرة. الاتحاد في حاجة إلى عشرين نقطة للبقاء “إذا ما خدمته نتائج الفرق المنافسة”. هناك مساحة كبيرة من الأمل، خاصةً إذا واصلت الجماهير الصفراء الحضور نفسه.. لذلك أقول: “الاتحاد سيعود”.