|


أحمد الحامد⁩
كلام في الكورة
2019-02-02
في بداية الثمانينيات الميلادية أنشئ في الكويت سوق للأسهم، أسموه سوق المناخ نسبة للمنطقة التي أنشئ عليها هذا السوق، الفكرة والأرباح اعتمدا على إنشاء شركات وبيع أسهمها، واعتمد المضاربون بالأسهم على الشراء والدفع بالآجل، أشتري منك الأسهم وأعطيك بذلك شيكاً بتاريخ محدد، أي أنني أشتري منك الأسهم اليوم وأدفع لك قيمة الأسهم بعد مدة نتفق عليها،
وأثناء هذه المدة ومع ارتفاع الأسعار الجنوني الحاصل أبيع الأسهم التي أشتريتها منك على شخص آخر بالآجل أيضاً ولكن بمدة أقل، ثم عندما استلم الأموال آخذ الأرباح وأسدد منها المبلغ العائد إليك وهكذا تستمر الحركة.
في الأساس لم تكن هناك إلا بعض الشركات الحقيقية وتمت المبالغة بأسعار أسهمها أيضاً، غالبية الشركات الجديدة تم تأسيسها للمضاربة وجني الأرباح.
نعم كانت هناك أرباح مؤقتة، لكن الخسارة كانت قادمة لا محالة، خصوصاً للذين بقيت في أيديهم “الشيكات” الأخيرة، وهذا ما حصل وانهار سوق المناخ وتكبد الكثيرون الخسائر المؤلمة التي يعاني منها بعضهم إلى يومنا هذا.
بالأمس انتهت البطولة الآسيوية والمنتخب السعودي غادرها مبكراً، كرة القدم هي اللعبة الأولى في المملكة وعلى الصعيد الآسيوي يعتبر المنتخب السعودي من الفرق الكبيرة لأنه حقق ثلاث كؤوس آسيوية ولعب على ثلاثة نهائيات، في أعوام 84 و88 و96 التي حقق بها الأخضر بطولاته لم يكن هناك احتراف بمفهوم اليوم، كان اللاعب يحصل من ناديه على مكافآت الفوز بالبطولة، ومصروف للجيب،
اليوم وصلت أسعار اللاعبين المحليين إلى عشرات الملايين دون أن نرى أي نادٍ أوروبي يقدم لهم عرضاً مليونياً، لو كانت هذه الأسعار واقعية وعائدة للمستوى لشاهدنا لاعبينا في الملاعب الأوروبية التي تدفع مثل هذه الأرقام وأكثر لغيرهم،
نعم لدينا لاعبون مميزون على المستوى الآسيوي، لكن قيمتهم السوقية الحالية مبالغ فيها جداً وغير حقيقية، وحتى يستحق اللاعب لدينا عشرات الملايين يجب أن يكون مستحقاً لهذا المبلغ في الأندية الأوروبية؛ لأن مستوى اللاعب سلعة لها قيمتها المرتفعة أو المنخفضة عالمياً، كل شيء عدا ذلك يذكرني بما كان يحصل في سوق المناخ.