|


أحمد الحامد⁩
القرية الجديدة
2019-02-02
أنا معجب بما تفعله الصين من سيطرة على المنصات الإعلامية الأجنبية، مسألة أن العالم أصبح قرية صغيرة يجب مراجعتها جيداً، وإذا كان العالم قرية فمن يعيش معنا في هذه القرية؟ ما صفاته ومدى علاقتنا به؟ هل هو صديق أم عدو؟ هل هو خلوق أم فاسد؟
يعيش الإنسان مكافحاً في هذه الحياة محاولاً أن يزرع خصائص حميدة لدى أسرته ويشاركه اليوم هذه التربية سكان القرية رغماً عنه، فأصبح جهده مضاعفًا في تنقية المعلومات التي يحصل عليها أبناؤه، أما على صعيد الدول التي ترى أنك لا تستحق النعم التي وهبها الله لك؛ فقد أصبح الأمر سهلاً لها مع وجود هذه المنصات، كل ما يحتاجه الأمر عندهم هو المال والمال طالبوه كثر بغض النظر عن أسباب أخذه أو المحتوى الذي سيقدمونه، ثم يشنون عليك حملاتهم محاولين زرع محتواها في عقلك اللاواعي تطبيقاً للمقولة "اكذب حتى يصدقك الناس"، لا أقول بأننا يجب أن نحجب هذه الوسائل الآن، بل أقول حان الوقت أن نصنع وسائلنا التي نستطيع السيطرة عليها، وألا نكون دائماً عرضة لسوء الأفراد أو لمن نصب نفسه عدواً لنا، فضل المواقع والوسائل العالمية الحالية هو علمي بكامل أنواع العلم نضيف عليه الترفيهي، أما أن يتجاوز ذلك بما هو حاصل الآن فهذه مشكلة، والمشكلة أننا وضعنا في جانب دفاعي دائماً وهذا أمر مرهق ولا نستطيع السيطرة دائماً، حتى محلياً سمحت هذه الوسائل لبعضهم أن يكون مشهوراً دون أن يعي مسؤولية شهرته، بعض هؤلاء روجوا لبضائع غير صحية وغير موافق عليها من وزارة الصحة، أعلم أن الجهات المسؤولة بذلت ومازالت تبذل جهداً كبيراً للسيطرة على ما لا نسيطر عليه؛ لأننا لسنا صانعي هذه الوسائل ويتحكم بها صناعها، تغريدة كتبها حساب اسمه ميلانو على تويتر، يقول في تغريدته، الشهرة لدينا: "يطلع لك واحد يصب شاي برجله ثم نشهره، وبعد ما يشتهر يبدأ يعلمنا وشلون تعيش، وش المفروض تاكل، ومن وين تتقضى، كيف تلقى شريكة حياتك، شلون تربي عيالك، شلون تستخدم كود الخصم، أتصور أن ميلانو نقل لنا واقعاً حقيقياً في جانب واحد من جوانب كثيرة، لدينا إمكانية أن نصنع وسائلنا الاجتماعية الخاصة بنا، والتي نستطيع أن نرعاها ونسيطر عليها وتكون في خدمتنا، وإذا كان العالم قرية فمن الأهم أن نعمّر نحن هذه القرية بما يتوافق مع متطلباتنا وتطلعاتنا.