|


بدر السعيد
قالت لي صفقة «هتّان»
2019-02-02
لا أتذكر أن أي فترة انتقالات لاعبين في كرتنا المحلية مرت من دون ظهور “الأكشن”، سواء الصيفية منها أو الشتوية.. وفي كل مرة تظهر لنا حكاية وفصول مليئة بعلامات التعجب والاستفهام معاً بقصد تسجيل نجاحات وبطولات فلاشية، بعد إضافة كمية من “البروباغندا” على سيناريو المفاوضات والمبالغ المصروفة والأسماء الفاعلة والتحركات.. وقبل نهاية الميركاتو الشتوي الحالي ظهرت لنا صفقة “هتان باهبري” لتحمل كل مواصفات “الأكشن” المصاحب لسوق العمل الرياضي لدينا.
نجاح صفقة “هتّان” مع الهلال لا يمكن الحكم عليها حالياً من حيث الإضافة الفنية للفريق من عدمها، ويبقى التوفيق بيد الله أولاً ثم الانسجام بين اللاعب والنادي.. لكنها صفقة صاحبها الكثير من الدراما والعبر التي تستدعي قراءتها وتحليل ما تضمنته من مواقف.
قالت لي صفقة “باهبري” إن خالد البلطان رجل محنّك ومستقل في تفكيره وقراراته.. إداري “حرّ” ومفاوض حاذق لا يخضع للتبعية.. يفكر بإيجابية ويسعى للمحافظة على مكتسبات ناديه قبل كل شيء.. البلطان يقدم عروضه التي تتوافق مع إمكانيات ناديه ولا يخضع للمساومة في رفع العقود ولا يتأثر بما يتردد من أرقام في الإعلام وبين أوساط الجماهير، ولا حتى في المجالس الخاصة!
قالت لي هذه الصفقة أيضاً إن المال وحده ليس المحدد النهائي للانتقال إلى هذا النادي أو ذاك.. بل إن هناك فعلاً أمورًا لا تشترى بالمال.. وقد تجلى ذلك في ما ذكره “هتّان” بنفسه حين أوضح أنه استخار الله أولاَ ثم أخذ بنصيحة والده والمقربين منه في الذهاب إلى الهلال، بغض النظر عن الفارق “المادي” المقدم من أي طرف آخر.
قالت لي الصفقة وبصوت عال: “لا تصدق المتمصدرين ولا تأسرك أخبارهم وفبركاتهم وإثارتهم”.. يكتبون ما لديهم من ظنون وينقلون ما يمرر لهم من أفكار على طريقة “يا تصيب يا تخيب”؛ فإن صابت فقد ظهروا أبطالاً.. وإن خابت فإنهم لا يعتذرون أو يتوقفون؛ فالمصداقية ليست ذات قيمة بالنسبة لهم!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..