|


أحمد الحامد⁩
المكتبة أينما ذهبت
2019-02-03
في الماضي كان البحث والاطلاع لقراءة الأدب العربي تحتاج من القارئ أن يذهب إلى المكتبة أو أن يشتري الكتب، العلم وضع لأبناء هذا الزمن المكتبة بين أيدهم وأينما ذهبوا، آلاف الكتب أصبحت في هاتفهم الجوال، أو في جهاز كمبيوترهم الصغير، بل وضع كل العلوم بين أيدهم، الأحياء محظوظون بما أحدثه العلم لهم.
في تويتر يعمل بعض أصحاب الحسابات بجهد يشكرون عليه، يلخصون الكثير من المواد ليضعوها بين يديك وكل ما عليك هو أن تعطي نفسك الاستمتاع من خلال القراءة، تعرفت بالأمس على عدة حسابات شيقة ومتنوعة، حساب الأدب العربي على تويتر أحدهم، اخترت مادة مقال اليوم منه، أبدأها بحالة حب من الحالات التي كانت تصيب قيس بن الملوح الذي مرَ على جماعة يصلَون، وعندما عاد ماراً بهم قالوا له: أتمر علينا ونحن نصلي ولا تصلي معنا؟ قال لهم: أكنتم تصلون؟ قالوا نعم، قال: والله ما رأيتكم، ووالله لو كنتم تحبون الله كما أحب ليلى ما رأيتموني!
لا أتصور أن ليلي كانت أجمل بنات زمنها، لكن حال قيس شبيه بحال كاتب أغنية "لاموني اللي غاروا مني، قالولي وش عاجبك فيها، جاوبت اللي جهلوا فني، خودوا عيني شوفوا بيها"، جنون قيس لا يقل عن مجنون ليلى الذي وصل به الحال أن يتمنى أن يدفن مع ليلى في قبر واحد: فيا ليتنا نحيا جميعاً فإن نمت تجاور في الهلكى عظامي عظامها.
أهل الصرف والنحو حكاياتهم لا تنتهي، يبدو أنهم يتناقلون الأخبار التي تفضح من يخطئ في النحو حتى لا يتجرأ أحد على الخطأ، خطب رجلٌ لا يحسن العربية على المنبر فقال: ظهر الفساد في البرُ والبحرُ، فقال له أعرابي: وعلى المنابر أيضاً.
قصيدة طريفة كتبها طالب لم يستعد جيداً للامتحان، كتبها لمعلم البلاغة الأستاذ بشير الذي على ما يبدو بالغ في أسئلة البلاغة، فما كان من الطالب إلا أن كتب على ورقة الأسئلة:
أبشير قل لي ما العمل
واليأس قد غلب الأمل
قيل امتحان بلاغة
فحسبته حان الأجل
أبشير مهلاً يا أخي
ما كل مسألة تحل
فمن البلاغة نافع
ومن البلاغة ما قتل
قد كنت أبلد طالب
وأنا ـ وربي ـ لم أزل
فإذا أتتك إجابتي
فيها السؤال بدون حل
دعها وصحح غيرها
والصفر ضعه على عجل