|


نبيه ساعاتي
إقصاء قصي
2019-02-09
بصراحة هدفها مصلحة رياضة الوطن بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، أقول إن المنظومة الكروية لدينا باتت تعيش في فوضى عارمة، فالقرارات متضاربة ولا تخلو من تناقض مستغرب محفوف بارتباك واضح وحيرة يتجلى في نتائجها الافتقار لمعرفة الأنظمة واللوائح وتردد وازدواجية في تطبيقها.
وعلى الجانب الآخر عادت أصوات بعض رؤساء الأندية لتعتلي حد تجاوز المقبول، وعاد الإعلام في بعض وسائله ورجالاته لممارسة دور تأجيج الشارع الرياضي الذي يعود ليفعل هذا التوجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسط غياب مستغرب لدور اتحاد الإعلام الرياضي.
هي وبتجرد مؤشرات تقول إننا لا نسير في الاتجاه الصحيح على الرغم من أن الدولة - أعزها الله - تنفق المليارات على النشاط الرياضي وتوليها جل اهتمامها فتجدها حاضرة في رؤية السعودية 2030 وموجودة في برنامج التحول الوطني 2020، ورغم ذلك فنحن لا نتقدم رياضيًّا وبالتحديد في كرة القدم إلى الأمام، بل أرى أن مستقبلنا الرياضي على وجه العموم والكروي على وجه الخصوص سيشهد تراجعًا كبيرًا في السنوات الخمس القادمة، إذا ما أصررنا على الاستمرار على هذا النهج وذلك رأي يشاركني فيه الخبير التدريبي الاتحادي ديميتري، فنحن إلى جوار ذلك لا نضع استراتيجيات لبناء رياضي مستقبلي ناجح، والذي يتطلب تشييد أكاديميات بمواصفات عالمية وتشييد أندية الأحياء وتفعيل الرياضة المدرسية ورعاية المواهب والاحتراف الكامل والخصخصة.
وبتوجهاتنا الحالية التي تتجسد في تكثيف حضور اللاعبين الأجانب في الأندية وفي التحكيم وغيره هي توجهات تهدد مكتسباتنا ومستقبلنا الرياضي، ولعل الأهم من ذلك أننا نفرط في فرصة ذهبية يقدمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين – حفظه الله - للنهوض بالرياضة السعودية، من خلال دعم غير مسبوق مالي ولوجيستي؛ فنحن إذا لم نستثمر ذلك فإننا لن نتطور أبدًا.
أمام كل ذلك أقول إنني مع توجه رئيس هيئة الرياضة بعدم التدخل في اختصاصات الآخر، ولكن متى ما وصل هذا الآخر إلى مقعده عبر الطرق المتعارف عليها والمعمول بها في كل دول العالم المتقدمة رياضيًّا وهي الانتخابات التي تقدم الأفضل بين المترشحين؛ لذا فإنني أطالب بإجراء انتخابات عاجلة لرئيس اتحاد الكرة وتمتد إلى كافة اللجان كل على حدة، حتى لا يأتي رئيس وينصب من هب ودب دون الالتفات إلى الكفاءة والملاءة الفكرية والرياضية، وأتمنى أن يمتد ذلك إلى كل الاتحادات الرياضية.