|


أحمد الحامد⁩
معايير مؤقتة
2019-02-09
ـ الصناعة السريعة غير جيدة، لم تأخذ التفاصيل بها حقها الكامل من الاهتمام؛ لذلك تكون جودتها ضعيفة ولا تعمر طويلاً، والصناعة السريعة قد تحقق انتشاراً لكنه يبقى دون قيمة عالية، قياس ذلك على كل منتج صناعي أو إعلامي، ورهان الصناعة الجيدة دائماً على الوقت، فالجيد كما قيل يطرد السيئ ولو بعد حين.
من أكبر الأوهام التي استمعت إليها من العديد من المغنين والملحنين أن ما يقدمونه هو ما يطلبه الجمهور منهم وما يريدون الاستماع إليه، بمعنى أنهم أصبحوا منفذين وليسوا فنانين، كشف اليوتيوب أن المستمع والمشاهد متذوقان لكل ما هو جميل، وأثبت الفنان الذي يقدم تجاربه الفنية أن الفنان هو الذي "عاوز كده"، وأنه هو من يقود المستمع ويأخذه إلى ضفاف جديدة، بمعنى أنه يلعب دوره في كتابة رسالته إذا ما اعتقدنا دائماً أن الفن رسالة.
ـ لم تكن الشهرة أبداً مقياساً للجودة دائماً، مازلنا إلى غاية اليوم نكن احتراماً وتقديراً لما يصنع في ألمانيا رغم أن الصناعات القادمة من بلدان شرق آسيا هي الأكثر انتشاراً لكنها ليست الأفضل جودة، نفس المقياس في الكثير من جوانب الحياة، بعض المبدعين لا شهرة لهم لكن لهم قيمة عالية جداً تبقى ويذهب من هم مشاهير من دون موهبة ومن محتوى قيّم.
ـ اختلفت معايير كثيرة وبعض هذي المعايير غير حقيقية، لكنها تبدو وكأنها واقع، لكنه واقع زائل ولن يبقى منها إلا من يملك قيمته، حتى إن أثر ذلك في نفوس الكثير من مبدعينا الذين لم يأخذوا حقهم ولم يشعروا بالإنصاف، هم مُنصفون في حقيقتهم ولكن ليس بالمعيار الجديد المؤقت.
ـ قال لي أحد الشعراء الغنائيين بأنه سأل أحد المغنين إن كان يبحث عن غناء فكرة جديدة، فرد عليه المغني بأنه يبحث عن المال، كانت إجابة صريحة وواضحة، وأنا أتفهم موقف المغني وبحثه عن المال، لأن المال شيء مهم، ولأنه يعرف بأنه حصل على شهرة بمعايير مؤقتة وزائلة فأراد أن يجمع ما يستطيع جمعه من أموال تعينه على حياته عندما يخفت الضوء وعندما تزول الوسامة مع التقدم في السن، لا يصح إلا الصحيح مثل حقيقي، بل مثل صحيح، كل من يراجع التاريخ القريب يشاهد أن المبدع هو من بقي، حتى بعد رحيله.