|


محمد الغامدي
ارحل يا السويلم
2019-02-09
لك أن تتصور أهمية قدوم ضيف جديد من خارج إطار الوسط الرياضي للانضمام لعضوية مجلس إدارة أحد الأندية أو تسلم سدة رئاستها، ما يعني مزيدًا من توسيع نطاق اللعبة والأفكار الاستثمارية ورفع الدعم وزيادة المداخيل التي تصب في صالح اللعبة.
.. مثل هذا الأمر يفترض أن هناك بيئة جاذبة في منظومة اللعبة، وأن اتحاد الكرة أكثر الحريصين على تلك المكتسبات والاستقطابات من رجال الأعمال والمقتدرين وانخراطهم في الأندية.
.. في وسطنا الرياضي كثير من النماذج التي أثرت الساحة وكان لهم بصمة نتيجة دورهم المؤثر، وفي المقابل هناك من هجر الوسط لعدة ظروف لا مجال لذكرها وخسرتهم الرياضة وكان بالإمكان بقاؤهم واستمرارهم.
.. هذا الموسم قدم إلى الساحة الكروية سعود السويلم رئيس النصر وأظهر العمل الذي قدمه نجاحًا منقطع النظير سواء في التعاقدات التي أبرمها على صعيد اللاعبين أو المدرب، أو خلال العمل المؤسسي داخل النادي بوجود كفاءات وكوادر داخل منظومة العمل، بل حتى إنه من المرات القلائل التي تجد أعضاء مجلس إدارة النادي بأكملهم كخلية نحل كل يقوم بدور مناط به؛ ما سجل للسويلم مكانة مميزة بين الرؤساء الأكثر نجاحًا، وحتى بين أوساط المتابعين برغم أنها التجربة الأولى.
.. كل ذلك يفترض أن يقابله أجواء مثالية وملائمة ودافعة للاستمرار، إلا أن الواقع الماثل أمامنا لا يوحي بذلك ولا يعطي مؤشرًا في بقائه مع تزايد المنغصات بين فترة وأخرى في ظل الضغوطات التي تواجهه داخل المستطيل الأخضر وخارجه؛ ما ولَد لدى المشجع البسيط شعورًا بحالة من عدم الارتياح؛ لما يواجهه هذا الرجل من أساليب وعراقيل توحي برحيله بين لحظة وأخرى!
.. ولأن اتحاد الكرة ولجانه المتسبب الأول عبر قرارات أقل ما يقال عنها إنها مستفزة ومجحفة؛ فإن ذلك يرسخ في الذهن قناعة مؤكدة لمن هم خارج المحيط الرياضي بأن الأجواء لا تساعد على خوض تجربة العمل في الأندية، وكأنها رسالة غير مباشرة يوجهها اتحاد الكرة لإزاحة وإقصاء من يولد ناجحاً؛ فما نشاهده في تجربة رئيس النصر يعطي إيحاء بأن هناك من يترصد ويستفز لعدة دوافع يأتي على رأسها الميول.