|


بدر السعيد
ثلاثة أيام في جامعة القصيم
2019-02-09
على الرغم من كون الإنسان اجتماعيًّا بطبعه، إلا أن الارتباط العاطفي لا يمكن أن تصنعه لحظة عابرة أو موقف نمطي اعتيادي.. وعلى الرغم من كثرة الأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا وما نشاركه من عمل مع الكيانات، إلا أن ذلك لا يمكن أن يصنع لك الولاء لمجرد التعامل المتجرد من روح الود..
وتبقى تجربتي مع جامعة القصيم ورجالها من تلك التجارب التي تركت أثرها العميق في علاقتي بها، والتي أجزم أنها محبة من طرفين بحسب ما قالت لي الأحداث والشواهد على مدى عشر سنوات..
صباح الاثنين الماضي عاد لقاء المحب بأحبته.. عدت للقصيم المكان عدت للقصيم الطابع.. القصيم الطباع.. هذه المرة عدت لأقدم دورة تدريبية وورشة عمل كانت كفيلة ببقائي أربعة أيام بين قلوب أهلها الطيبين وفي عيونهم.. غمروني عادتهم بالود وأحكموا قانون الجذب بين عقلي وأعماقهم.
ومع جامعة القصيم لم تكن الألفة وليدة اللحظة؛ فالود الذي يربطني بأولئك الرجال بدأ منذ العام 2009 وامتد لعشر سنوات كانت مليئة باللقاءات والتعاون والعمل الإيجابي.. حين التقيتهم للمرة الأولى حين تشرفت بعضوية وفد المملكة المشارك في دورة الألعاب الجامعية في بلغراد والتي تحمل في ذاكرة الرياضة السعودية وذاكرتي مناسبة خاصة كونها المرة الأولى التي تشارك فيها المملكة في دورات الألعاب الجامعية في تاريخها..
حقيقة.. طالما طالني شعور الغبطة وأنا أشاهد بعيني أفعال رجال تلك الجامعة وفي الشؤون الرياضية على وجه التحديد، حيث البذل المصحوب بنكران الذات.. حيث الإنجاز والبطولات.. حيث الفعاليات والأحداث.. يقف خلف ذلك عمادة لشؤون الطلاب تعي معاني واجباتها.. ومشرفون لا يهنأ لهم بال إلا حين تكون جامعتهم في مراكز المقدمة!!
في زيارتي الأخيرة استمتعت وأنا أتابع الطلاب باهتمام وهم يقدمون مشاركاتهم في محاور ومواضيع الدورة.. طلبت من بعضهم تقديم قراءة تحليلية باستخدام تطبيقات التخطيط الاستراتيجي ومفاهيمه؛ فسعدت بما سمعت.. وفي ذات الوقت تألمت أن هؤلاء الشباب وأمثالهم يتعرضون ليل نهار لتشويه مفاهيمهم حين يستمعون لأصوات النشاز التي وجدت لنفسها مساحة طاغية في بعض برامجنا الرياضية لتنشر الضجيج والشكوك والكثير من المحتوى الضعيف والطرح الخالي من القيمة المضافة!
بقي أن أقول إن امتداحي لرجال جامعة القصيم لا يلغي وجود أمثالهم من الأوفياء في مختلف جامعات الوطن الزاخر بأبنائه الباذلين المخلصين..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..