|


تركي السهلي
ماجد وخطاب التضليل
2019-02-11
حسنًا فعل ماجد عبدالله حينما واجه خطاب التضليل الصادر من إدارة النصر؛ فَلَو لم يفعلها النجم التاريخي لما تجرّأ أحد ولبقيت الإدارة تأخذ الجماهير إلىٰ مناطق خداعٍ لا حدود لها. وليهنأ ماجد بما فعل؛ فطريق الوعي طويل والصبر على ما سيلقى فيه يعمّق استقلالية الرأي ويقود إلى العودة بالجماهير النصراوية إلى مكانها القديم المنطلق دوماً من روح الصدق والنطق به، ورفع الراية الممتدة من أيديهم سعياً للعدل الداخلي أولاً قبل مواجهة النديّة مع الغير. ماجد الآن يمسك بما تبقّى من النصر القديم.
لطالما لوّح ماجد بيده لأنصاره مُحَقِقًا لهم ما يتجاوز أمانيهم ومُشعِرًا إياهم بقيمة الحقيقة المُبدِدَة لكل أصوات الزيف. لم يكن لاعبًا يُجِيد التعامل مع كرة القدم فحسب، بل كان يزرع في الأذهان صورة الفتى الرافض لتجهيل العقول وانكسار القلوب. لقد كان صاحب مشروع وعي حتى وهو يتقاعد.
تُمارِس إدارة نادي النصر منذ نوفمبر من العام الفائت تغطية فشلها عن جماهيرها وتُصدِّر لها خطابًا تضليليًا أخذها بعيدًا نحو عدم ممارسة دورها في الضغط لتحقيق المنشود عبر رؤية فريق قوي وناد علّم الجميع معنى القيم.
تكشّفت لغة الإدارة النصراوية مع اقتراب مواجهة الهلال في الدور الأول من الدوري بعد ما نجحت الإدارة الزرقاء في “انتزاع” تأجيل مباراة فريقها مع فريق أُحد، وفشل الإدارة التنفيذية الصفراء في الحصول على ذات الأمر من لقاء الوحدة؛ كونها طلبت التقديم فقط. مارست الإدارة التنفيذية مع اقتراب مواجهة الهلال تغييب العقل النصراوي عن الاستنتاج واكتشاف خيباتها بإصدار بيان تضليلي تدّعي فيه عدم المساواة وتجرُّ المشجع إلى حالةٍ ضدّيّةٍ مع السلطة الرياضية. وأتت مباراة الوحدة الشهيرة لِتَبلُغَ الإدارة فيها أقصى مراحل تحييد الجماهير وتعميتها عن النظر للخطأ البدائي الكارثي الواقعة فيه، مُحدِدة للحالة الصفراء مساحة غيبوبة طويلة.
لا يهرب إلى الظلام إلاّ من يخشى النور وهذا ما اختارته إدارة النصر المُرتبكة الضعيفة في مواجهة أخطائها.
توقفت تلويحات ماجد للجماهير لكن نبرات وعيه الطويل لم تتوقف
ولكي تستفيق جماهير النصر من غيبوبتها عليها أن تعود إلى سماع ماجد من جديد؛ فمن زرع في أذهانها الوعي لن يأخذها إلى مناطق التضليل.