|


بدر السعيد
30 للجادين فقط
2019-02-17
من المقعد ذاته، والزوايا المتاحة ذاتها شاهدنا فصلين مثيرين من أصل ثلاثة فصول لواحد من أقوى عروض دورينا.. الدوري الأقل عربيًّا، أو هكذا أظن على أي حال.
وفيما كان ستار الفصل الثاني يتدرَّج في انسداله، تراجعت عن إعادة تكوين فكرة حول ما حصل في فصليه الأول والثاني، حيث إن ما أرقبه في الفصل الثالث طغى على اهتمامي ومشاعري لمعرفة ما سيحصل، أو توقع سيناريوهاته الغامضة على أقل تقدير.
عشرون جولة انقضت من عمر دورينا "المثير" في كل مشاهده، وبقيت عشر فقط، هي ثلثه الأخير، الثلث الذي ستتضح فيه هوية أبطال رواية دراماتيكية، انطلقت بعد صيف مونديالي، وعاصفة صيفية من القرارات والتغييرات والمحفزات.
وفي الثلث الأخير، تبدو العديد من الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها الأمر الذي يمنح قصتنا الكثير من الاهتمام لدرجة لا تريد فيها أن يفوتك أي جزء من تفاصيلها مهما بلغ حجمه.
انسوا جميع ما فات من الدوري فأمامكم عشر جولات متبقية، تحمل معها ثلاثين نقطة، هي إجمالي ما تبقى من فرص. ثلاثون نقطة تحمل معها ما تبقى من فرحة لكل مدرج، وقد تحمل الأتراح كذلك!
مع هذه الثلاثين سيكون في إمكان الهلال والنصر حسم موقفهما من منصة الذهب، وربما تكون هذه الثلاثين فرصة للشباب والأهلي للمزاحمة على الصدارة، ولِمَ لا طالما أن الكرة لا تزال في الملعب. ومع هذه الثلاثين سنعرف فرسان السباق الآسيوي المقبل، وهي المقاعد التي تبدو مؤشرات إثارتها واضحة المعالم منذ الآن وفي اعتقادي أنها ستستمر حتى آخر منعطف.
أما عن أولئك الباحثين عن الدفء، فلن يكون الأمر بالنسبة إليهم اختيار أي قرار، بل منافسةً حامية لا تحتمل التفريط ولا التنازل، فعلى الرغم من العدد الكبير لفرق الدوري إلا أن طبيعة المنافسة وضعت منطقة الدفء ذات اشتراطات ومطالب، لاسيما وأن التهديد بالهبوط وارد الحدوث في ظل التقارب النقطي بينهم!
وتبدو هذه الثلاثين نقطة أكثر أهمية بالنسبة إلى مَن وقعوا في منطقة الخطر فبات الحصول على ما تبقى من الثلاثين يعني تحديد المصير، ولا أظن هذا الأمر خافيًا عن أذهان الأحديين والاتحاديين، ولا غائبًا عن تفكير إدارتي الفيحاء والحزم، ولا عن عشاقهم، فالثلاثون هنا تعني نهاية المسار، الذي قد ينتهي بالهبوط!
أيها الكرام.. انسوا ما فات.. ركزوا على الملعب فوحده البذل داخل الملعب كفيل بتحقيق ما تستطيع من الثلاثين نقطة المتبقية للجادين.. والجادين فقط..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.