|


طلال الحمود
الـ«فار» وعين الصقر
2019-02-17
تصدى الإنجليز سنوات طويلة لمحاولات استخدام التقنية في إدارة مباريات كرة القدم والحد من تأثير الخطأ البشري على نتائج المباريات، ونجحت “كلاسيكية” هؤلاء القوم في إبعاد الأجهزة الإليكترونية عن التدخل المباشر في اللعبة.
وبعد سلسلة من الأخطاء الرهيبة في مباريات كأس العالم، بدأ المعارضون بالتراجع عن موقفهم المتشدد ضد التقنية، غير أنهم ما زالوا ضد الاعتماد عليها بشكل تام.
قبل سنوات ظهرت تقنية “عين الصقر” التي تعتمد على نشر 14 كاميرا ذكية في أرجاء الملعب، بما يضمن التأكد من حركة الكرة بالقرب من خط المرمى أو في حالات التسلل، وكان من شأن هذه التقنية رصد الكرة بصورة ثلاثية الأبعاد من جميع الزوايا، ما يعني منح الحكم معلومات تساعده على تقليل نسبة الخطأ إلى الصفر، ولكن مع الأسف لم يعتمد “فيفا” تقنية “عين الصقر” لاعتبار أنها تنهي الأخطاء التي يعتبرها الكلاسيكيون جزءاً من لعبة كرة القدم!.
البديل جاء قبل نحو عامين من خلال تقنية مرتبكة وغير دقيقة، تحت مسمى “VAR”، وهي عبارة عن برنامج يمتلك خاصيتي التسجيل والإعادة للصور المستقبلة من كاميرات النقل التليفزيوني، وبالمفهوم البسيط عبارة عن جهاز فيديو “يقدم ويعيد”، دون وجود مصادر للصورة تختلف عن المتوفرة أصلاً في البث التليفزيوني، علماً أن هناك حالات لا يمكن لهذه التقنية الفصل فيها، ومنها الجدل الذي أثارته لقطة الفرنسي بافتمبي جوميز خلال مباراة الباطن!.
يضاف إلى سلبيات هذه التقنية عدم وضوح دور الحكم الذي يتولى مراقبة “VAR”، ومدى صلاحياته في التخاطب مع الحكم الأول، خاصة أن بعض اللقطات الواضحة تمر مرور الكرام دون التوقف لمراجعة اللقطة التليفزيونية، ما يجعل الأمر يتوقف عند “شراسة” اللاعبين في الوقوف أمام الحكم وإجباره على مراجعة الشاشة، في مشهد يقتل يؤكد عشوائية التعامل مع هذه التقنية.
الأدهى والأمر من كل هذا، الاجتهادات وسوء استخدام الأجهزة في غرفة “VAR”، خاصة أن ما حدث في مباراة الاتحاد ضد الرائد الأخيرة، برهن العشوائية في التعامل مع هذه التقنية، علماً أن الحكم البولندي الموكلة إليه مهمة مراقبة شاشة “VAR” لم يحضر إلى بريدة، ما استدعى تواجد حكم محلي في غرفة المراقبة دون علم الفريقين!.
كانت أخطاء التحكيم الشغل الشاغل للجماهير، قبل أن تضاف إليها سلبية وانتقائية تقنية الفيديو، ما يجعل مراجعة استخدام هذه التقنية “التعيسة” أمراً مهماً، تمهيداً لتطويرها، أو إلغاء الاعتماد عليها وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.